الدار البيضاء: محمد خالد
لم يكن أشد المتشائمين من جماهير فريق "اتحاد طنجة" يعتقد أن فريقه سيمر بجانب تأهل تاريخي إلى نهائي كأس العرش لموسم 2015-2016، بعد إقصائه من دوري الدرجة الثانية، على يد "المغرب الفاسي"، لكن مع ذلك لا يمكن إلا أن نشيد بالبداية الموفقة، للفريق الأزرق خلال الموسم الجاري سواء على مستوى البطولة أو كأس العرش.
وقد كان بالإمكان أفضل مما كان لـ " فارس البوغاز" الذي كان مرشحًا فوق العادة للعب المباراة النهائية لأول مرة منذ سنوات طويلة، غير أن جزئيات بسيطة كانت لها كلمة الحسم في قلب الطاولة على أشبال المدرب عبد الحق بنشيخة الذين دفعوا ثمن استصغار المنافس وعدم قتل المباراة في وقت مبكر غاليا.
ومع التنويع في المبادرة التي قام بها المكتب المسير للفريق الطنجاوي من خلال التنويه باللاعبين على الرغم من الإقصاء، تبقى إيجابية للغاية، لأن من شأنها الرفع من معنويات المجموعة والطاقم التقني، وتدفعهم إلى مواصلة الجهد والعمل في أفق تحقيق الأهداف المنشودة، صحيح أن الإقصاء كان مرًا، ولم يستسغه أي أحد من مكونات النادي، بداية من الجمهور الذي احتج بطريقة غير حضارية، ومرورًا بالمدرب الذي ذرف الدموع في اللقاء الصحافي، وانتهاء باللاعبين الذين عبروا عن خيبة أملهم الكبيرة، إلا أن كل ذلك لم يثن إدارة النادي على التأكيد بأنها ستواصل الدفاع عن اللاعبين والمدرب ضد المشوشين وضد الاستهداف والضغوطات.
وبعد طي صفحة الكأس، ينتظر "اتحاد طنجة" تحديات أخرى لا تقل أهمية، في مقدمتها البطولة الوطنية التي يتواجد فيها حاليًا في مراتب متقدمة، وهناك أيضًا التحدي المتعلق بكأس الكاف التي يعود الفريق لخوض منافساتها أملًا في تدوين اسمه ضمن قائمة الأندية المتألقة قاريَا.
ولن يكون أمرًا مفاجئا، أن نرى "اتحاد طنجة" ضمن الفرق التي ستنافس على لقب الدوري بحكم ما يتوفر من لاعبين مميزين، خصوصًا أنه انتدب 13 لاعبًا خلال فترة الانتقالات الصيفية، بميزانية إجمالية تقارب مليار و200 مليون سنتيم، لكن يبقى العامل الذي سيصنع الفرق في كيفية إدارة بنشيخة للاعبيه، مع توالي المباريات وتزايد الضغوطات، خصوصًا أن تطلعات جماهير مدينة طنجة الشغوفة بفريقها كبيرة جدًا.
وعلى الرغم من أن الفريق تلقى ضربة موجعة بسبب شغب جماهيره بعد أن تمت معاقبته بخوض ثلاث مباريات أمام مدرجات فارغة، إلا أنه يعي تمامًا أن هذا المعطى يجب أن يكون حافزا له من أجل تقديم أفضل العروض، وتخطي كل الصعاب من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة.