انعقد المجلس الإداري للأكاديمية المحلية للتربية والتدريب في منطقة بني ملال خنيفرة في عام 2017، الجمعة، برئاسة خالد برجاوي، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية، حيث أوضح الوزير في كلمته الافتتاحية للمجلس الإداري في السياق الذي يطبع هذه الدورة، كونها أول دورة تعقد في إطار الصيغة الجديدة للأكاديميات المحلية وفق التقسيم المناطقي الجديد للمملكة، كما تأتي في سياق التفعيل الشمولي والنسقي للرؤية الاستراتيجية، من خلال المشاريع المندمجة، واستعرض الوزير بالتفصيل الهندسة العامة للمشاريع المندمجة والأهداف المتوخاة منها بهدف تقاسم مضامينها مع أعضاء المجلس الإداري، والتعبئة الجماعية حول مشاريع تطبيقها، كما تطرّق إلى الخطوط العريضة لخطة العمل التي اعتمدتها الوزارة لتفعيل الرؤية الاستراتيجيةِ، من خلال الأجرأة الفعلية للأهداف، وترجمتها إلى مخططات عمل قريبة المدى، وإلى برامج عمل سنوية، وذلك على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، وأبرز آليات تنفيذ وتتبع المشاريع المندمجة، والمستلزمات الأساسية الضامنة لتنزيلها.

واستعرض مدير الأكاديمية حصيلة تنفيذ برنامج العمل المالي والمادي وتنزيل المشاريع المندمجة على صعيد منطقة مشبني ملال خنيفرة، وقدم مشروعي برنامج العمل والميزانية برسم سنة 2017 ، مبرزًا المنهجية التشاركية التي اعتمدتها الأكاديمية لبناء برنامج عمل يستحضر أولويات وخصوصيات الجهة بتنسيق مستمر مع المديريات الإقليمية، كما أبرز في عرضه، ميزانيتي الاستغلال والاستثمار برسم سنة 2017 حسب المشاريع المندمجة لتنزيل الرؤية الاستراتيجية، مشيرًا إلى الارتفاع الذي عرفته ميزانيتي الاستغلال والاستثمار مقارنة مع السنة الماضية، حيث حُدد مجموع اعتمادات ميزانية الاستغلال في 215.663.000,00 درهم بزيادة بلغت 1,5%، أما فيما يخص ميزانية الاستثمار فقد بلغت الاعتمادات المخصصة لها 363.525.000,00 درهم بزيادة بلغت 78,60%، خصص منها مبلغ 44.041.576,20 درهم لتثبيت المشاريع التي هي في طور الإنجاز، وتم تخصيص اعتمادات مهمة "469.997.004,25 درهم" للمشاريع المندمجة المندرجة ضمن مجال التدخل الأول والمتعلق بالإنصاف وتكافؤ الفرص، فيما خصص مبلغ 18.403.621,00 درهم لتنفيذ المشاريع ذات البعد البيداغوجي المندرجة ضمن مجال التدخل الثاني الخاص بالارتقاء بجودة التربية والتكوين، أما مجال التدخل الثالث فرصدت له 46.745.798,55 درهم من أجل تعزيز آليات الحكامة والتعبئة، موضحًا أن الزيادة المسجلة في الاعتمادات المخصّصة للاستثمار وخاصة اعتمادات الأداء من شأنها الرفع من وثيرة تنزيل المشاريع المندمجة، وسد الخصاص الكبير في بناء المؤسسات التعليمية الضرورية وتجهيزها من جهة، وتمكين الأكاديمية من رفع وتيرة الأداء والوفاء بالتزاماتها تجاه المقاولات من جهة أخرى.

ودعا برجاوي جميع الشركاء من مجتمع مدني ومجالس منتخبة إلى مواصلة دعمهم للأكاديمية في مجال توسيع العرض التربوي وتأهيل المؤسسات التعليمية، مجددا الشكر لجميع المساهمين في قطاع التربية والتدريب على ما بذلوه من جهود للرقي بهذا القطاع، مشيرًا إلى الدور الريادي لوالي جهة بني ملال خنيفرة والسادة العمال والمجالس المنتخبة واشتراكهم لدعم التمدرس في المنطقة، حيث تم إبرام اتفاقيات شراكة باعتمادات مهمة خصصت لدعم الأكاديمية في مجال تحسين ظروف التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.

وناقش أعضاء المجلس الإداري ما جاء في العروض المقدمة، وانصبت مجمل المداخلات على ضرورة البحث عن موارد أخرى للأكاديمية، وتعزيز الشراكات مع الجماعات الترابية وجمعيات المجتمع المدني، والقيام بتمييز إيجابي لفائدة المناطق الجبلية القروية وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص، وسد الخصاص الكبير في بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية الضرورية وتجهيزها، والقضاء على مشكل الاكتظاظ، وتطوير وتنويع برامج الدعم الاجتماعي، والرفع من عدد المدارس الجماعاتية، وضمان تكوين جيد للموارد البشرية، وتطوير تدريس الأمازيغية، وبذل المزيد من الجهود لإعادة الثقة في المدرسة العمومية.

وتمت المصادقة باﻹجماع على مشروع برنامج عمل سنة 2017، وعرفت هذه الدورة حضور ممثلين عن الوزارة، والمديرين الإقليميين، والمفتشين المكلفين بتنسيق التفتيش المحلي، ورئيس المركز المحلي لمهن التربية ورؤساء المشاريع على المستوى الإقليمي .