مراكش ـ ثورية ايشرم
أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن ظاهرة تشغيل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 وأقل من 15 سنة، تركزت في أكثرمن 14 ألف أسرة في جهة مراكش تانسيفت الحوز، بما يمثل 0,2 % من مجموع الأسر المغربية متمركزة أساسا في الوسط القروي 65 ألف و 976 أسرة مقابل 9 آلاف و 159 أسرة في المدن، وحسب البحث الوطني الذي تنجزه المندوبية المذكورة بمناسبة اليوم العالمي لتشغيل الأطفال الذي يحتفل به في 12 حزيران/يونيو من كل سنة، فإن جهة مراكش احتلت المرتبة الثانية في تشغيل الأطفال دون السن القانوني بنسبة 18,2 %، تليها جهة الشاوية ورديغة بنسبة 16,1 %، وجهة الغرب شراردة بني حسن 10 %، فيما تصدرت المرتبة الأولى جهة دكالة عبدة بضمها لمفردها أكثر من ربع هؤلاء الأطفال بنسبة 24,8 %.
وحسب معطيات البحث الوطني بشأن التشغيل لسنة 2013، فإن تشغيل الأطفال غالبا ما يعزى لقساوة الأوضاع الاجتماعية ولعدم تكافؤ فرص الولوج إلى التعليم، وهما عاملان يمكن تفسيرهما أساسا بالتباين ما بين الفئات الاجتماعية التي ينتمي إليها الأفراد، موضحا أنه في المغرب، وعلى الرغم من تطور نسبة التمدرس بالتعليم الابتدائي، تبقى الجهود المبذولة على المستوى الثانوي غير كافية، ويمثل تشغيل الأطفال أحد عواقب هذه الوضعية.
ومن خلال تحليل المميزات الثقافية لهؤلاء الأطفال، تبين أن 30 % منهم لا يتوفرون على أي مستوى دراسي، و 80 % لا يتوفرون على أي شهادة و 30 % من بين البالغين من العمر ما بين 10 و 14 سنة هم أميون، وفي ما يخص ظروف عملهم ، تبين أيضا، أن 25,4 % فقط من هؤلاء الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم و54,8 % غادروا المدرسة دون إتمام مرحلة التعليم الإجباري، بينما لم يسبق لـ 19,8 % منهم أن تمدرسوا.
من جهة أخرى، يبقى تشغيل الأطفال متمركزا في قطاعات اقتصادية معينة، وهكذا، فإن 94 % بالوسط القروي يشتغلون بقطاع الفلاحة والغابة والصيد، في حين يتركز تشغيل الأطفال بالوسط الحضري في قطاعي الخدمات بـ 65,5 % و الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية بـ 22,2 %، وحسب الحالة في المهنة، فإن أكثر من تسعة أطفال مشتغلين في الوسط القروي من بين عشرة هم مساعدون عائليون، أما في الوسط الحضري، فإن 42,1 % يعملون كمتعلمين، و 35,9 % كمستأجرين، و 17 % كمساعدين عائليين، و5 % كمستقلين.