مراكش - المغرب اليوم
حوّلت الفيضانات والسيول الجارفة التي شهدتها العديد من القرى والجماعات بجهة مراكش آسفي، الجمعة والسبت والأحد، إلى مناطق تهدّد حياة القاطنين بها؛ فقد تعرضت أجزاء من مجموعة من الطرق القروية للتدمير، وأغلقت مؤقتا بعدما منعت السيول تنقل الناس، وجرفت بعضهم إلى جانب ممتلكات وبهائم.
المدخل الجنوبي لمدينة تامنصورت بعمالة مراكش شهد، الأحد، تدفق سيول واد بوزمور؛ وهو ما أدى إلى جرف سيارة وتخريب جزء من القنطرة وقطع الطريق، فأصبح من الصعوبة بمكان ولوجها أو مغادرتها على مستوى الطريق الوطنية الرابطة بين مدينة مراكش والجديدة، إلا بعد تدخل السلطات المحلية ومسؤولين بمؤسسة العمران، لفتح بعض المسالك واستعادة المركبة التي جرفتها المياه.هذا الواقع، الذي تعيشه مدينة تامنصورت مع كل فصل شتاء، دفع فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مطالبة السلطات والمنتخبين وإدارة العمران باحترام تصميم التهيئة وإخراج مشروع تهيئة محيط واد بوزمور، بعد انقضاء الآجال الموضوعة له وتقوية قنطرته وتأمينها بسياج خرساني وحديدي لمنع انجراف التربة وانزلاق المركبات والحال نفسه بواد القصيب، وإخراج محطة تصفية المياه العادمة إلى حيز الوجود على مستوى الجماعة.
أما على مستوى جماعة واحة سيدي إبراهيم بإقليم مراكش، فقد حاصرت السيول الجارفة لكل من وادي "لكحل" المعروف بوادي "برمرام" ووادي نفيس سكان بعض الأحياء وهدمت بعض المنازل.مدينة اليوسفية هي الأخرى عرفت عودة واد كشكاط من جديد ليهدد سكان هذه المنطقة الفوسفاطية، بعد التساقطات التي عرفتها خلال اليومين الأخيرين؛ ما أغرق شوارع المدينة وبعض المنازل بحي الستينات الذي حاصرته المياه والأتربة وجعل القاطنين به يعيشون رعبا حقيقيا، وفضّلوا الخروج إلى الشوارع على المكوث بمنازلهم.
وعاش سكان دوار سيدي بوحيا، التابع لجماعة لهيادنة لعرارشة بإقليم السراغنة، يومي السبت والأحد، عزلة تامة بعد انقطاع الطريق القروي الذي يربط الدوار بمركز الجماعة، بعدما أسقطت الأمطار الغزيرة جزءا من هضبة، واستحال السير والجولان بالطريق التي غمرتها الحجارة والأتربة؛ لكن تدخل المجلس القروي بآلياته فتح هذه الأخيرة أمام حركة العربات والدراجات النارية والعادية، يقول عبد الرحيم الباز في اتصال هاتفي لهسبريس.وبإقليم الرحامنة، جرفت سيول وادي لمتاكيل بئر الجديد بجماعة الجعافرة موظفين بالمديرية الإقليمية للفلاحة بالرحامنة، إثر التساقطات الغزيرة التي عرفتها المنطقة يوم الجمعة الماضي. كما أدت الفيضانات إلى خسائر مادية كبيرة لحقت بالأراضي الفلاحية وبالمنازل التي تتسم بالهشاشة في البناء.
وتنتشر بإقليم الرحامنة وديان عديدة أضحت تشكل تهديدا حقيقيا لأمن وسلامة الساكنة المحلية وممتلكاتها؛ وهو ما يستدعي إنشاء سدود تلية أو حواجز وقائية أو آليات إنذارية أو ممرات آمنة لمرور المواطنين في حال الطوارئ.
وديان شيشاوة كان لسيولها وفيضاناتها أثر سلبي بعد قطع الطريق الجهوية رقم 214 على مستوى دوار "أمسكنيظ" بتراب جماعة سيدي عبد المومن، وجرف سيارة وسائقها.