الرباط - المغرب اليوم
بعد مشاورات مضنية بخصوص تشكيلة المكتب المسير للمجلس الجماعي لمدينة مراكش، و”شبه اتفاق” على رؤساء المقاطعات، بدأت تتضح معالم الشخصية الحزبية التي ستتولى رئاسة جماعة المدينة الحمراء، إثر تحالف ثلاثي بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال، تم دعمه بداية هذا الأسبوع من لدن حزب الاتحاد الدستوري.وسيواجه المكتب المسير المرتقب تشكيله لتدبير شأن جماعة مراكش، خلال ولايته الانتخابية، العديد من التحديات التي ينبغي الانكباب عليها، بسبب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفشي وباء “كوفيد19″، بمدينة سياحية بامتياز؛ وهو ما يتطلب مجلسا جماعيا قويا يضمن الإقلاع الاقتصادي.ويأمل سكان مدينة مراكش أن يتمكن المكتب المسير الجديد من التركيز على الملفات الضخمة ذات الأولوية؛ من قبيل العمل على إطلاق صفقة تجديد عقد تدبير مرفق النقل الحضري، والبحث عن سبل تمويل برنامج تطوير البنية التحتية الطرقية بالمدينة (ممرات تحت أرضية، توسعة شوارع، تمديد خطوط” BHNS”، وهو برنامج سبق توقيعه مع وزارتي الداخلية والتجهيز ومجلسي العمالة والجهة.وحسب التصريحات المتطابقة التي استقتها جريدة هسبريس، فمن الأولويات التي يجب أن يركز عليها هذا المكتب المسير العمل على تمكين ساكنة العديد من الدواوير من الحصول على عداد الربط بشبكة الكهرباء، وإيقاف استعمال كهرباء الإنارة العمومية بطرق غير قانونية في المنازل وللأنشطة المهنية، وتنشيط وتدبير العشرات من المرافق الثقافية والاجتماعية والرياضية التي انتهت بها الأشغال مؤخرا أو التي توقفت خلال جائحة كورونا.
سعيد الشرع، رئيس نادي الاتفاق المراكشي لكرة القدم، قال: “لا يختلف اثنان في أن الجمعيات، وخصوصا الأندية الرياضية بجهة مراكش آسفي، عانت الأمرين في تدبير ومسايرة موسمين رياضيين متتاليين (2019ـ 2020 / 2020 ـ 2021)، دون أن تتوصل بأي دعم من المجالس المنتخبة؛ الشيء الذي انعكس سلبا على نتائجها، وكاد أن يعصف بمستقبلها نحو المجهول أو يدفعها إلى الاندثار، لو لا إصرار وتضحية المسيرين الذين دخلوا في صراع من أجل البقاء وتكبدوا ديونا ثقيلة وشيكات دون مؤونة ناهيك عمن باع ممتلكاته وجزءا من أغراضه”.رئيس نادي الاتفاق المراكشي لكرة القدم شدد على أنه “بعد تشكيل المكتب المسير الجديد لجماعة مراكش، يبقى الأمل معقودا على هذا المجلس الجديد من أجل تغيير الأوضاع والانخراط في فهم هموم ومطالب الأندية والجمعيات، والعمل على تخفيف معاناتها من خلال بإبرام اتفاقيات وشركات واضحة المعالم؛ لأن الأندية الرياضية تشكل وجها آخر لمدينة مراكش، ولأنها تؤدي وظيفة اجتماعية نبيلة تتمثل في توفير فضاء للشباب للإعلاء من رغباتهم، بدل التوجه إلى الانحراف”.
ويرى المواطن عبد الحق المشفو أن “أول المطالب هو العيش الكريم بمدينة مراكش المعروفة بالسياحة، لذا وجب التفكير في خلق مشاريع أخرى؛ كتشجيع السياحة الطبية، وبناء اقتصاد قوي بجلب مستثمرين جدد، والاعتماد على المنتوج المحلي الفلاحي ومنتجات الصناعة التقليدية لخلق فرص الشغل، وبناء المدارس والمستشفيات، وتوسيع الشبكة الطرقية، وتعزيز البنية الحالية بملاعب رياضية أخرى ومناطق خضراء ومسابح لتكوين الرياضيين، وتوفير فضاء لسكان مدينة تعرف بالطقس الحار صيفا”.ولفت المتحدث نفسه إلى ضرورة محاربة البناء العشوائي وإعادة النظر في السكن الاقتصادي الذي يشوه معالم المدينة (مساحة السكن، وتقليل عدد الشقق في العمارات)، وإعادة النظر في دفاتر التحملات الخاصة بالتجمعات السكنية؛ لأن إحداث أحياء بأزقة عرضها 6 أمتار أصبح عيبا هندسيا في الألفية الثالثة، وإعادة النظر في طرق التدبير المفوض.وفي هذا السياق، أوضحت زينب البومسهولي، التي تقطن بمنطقة المحاميد بمدينة مراكش، أن سكان هذا التجمع السكني الكبير يعانون من مشكل عويص يتمثل في وسائل النقل العمومي، لذا وجب تعزيز أسطول الحافلات، والعناية بمشكل انتشار النفايات الصلبة، وغياب الإنارة العمومية على مستوى الطريق الرابط بين المحاميد والمسيرة، المحاذية لمطار المنارة، لأن غيابها يوفر شروطا مناسبة لانتشار السرقة بالمنطقة.مصطفى الجديع، رئيس جمعية مواطن الغد للتنمية والتواصل والعدالة الاجتماعية، قال إن المدينة العتيقة كانت محظوظة بالمشروع الملكي الخاص بالحاضرة المتجددة، الذي أعطى رونقا خاصا للأحياء القديمة التي أضحت تبهر زوارها بمعمارها؛ لكن رغم ذلك هناك مطالب أخرى وجب العناية بها بهذا التجمع السكني الذي يشكل وجهة سياحية؛ من قبيل تراجع بعض الأشغال التي تهم مرافق اجتماعية ورياضية، من أجل ازدهار هذا الفضاء العتيق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مدينة مراكش تتعزز بافتتاح منطقة أمنية جديدة
ساكني جماعة واحة سيدي ابراهيم في مراكش تشتكي من الإهمال وسوء التدبير