أعلن المركز القضائي للدرك الملكي في مدينة كلميم، اعتقال 15 شخصًا، وأصدر مذكرة بحث وطنية في حق 29 آخرين، وذلك بعد ضلوعهم في ملف يتعلق بممارسة الجنس المثلي مع فتيان قاصرين يدرسون في السلك الثانوي الإعدادي في بويزكارن.

وتعود تفاصيل هذه القضية التي إستأثرت بإهتمام الرأي العام المحلي بمدينة كلميم وبويزكارن تعود إلى أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعدما تسرب فيديو مثير يوثق ممارسة تاجر معروف في منطقة بويزكارن للجنس مع تلميذ يدرس في إحدى الثانويات الإعدادية، وانتشر كالنار في الهشيم بمواقع التواصل الاجتماعي، وتناقله الجميع عبر تقنية الواتساب، وهو ما جعل النيابة العامة تدخل على الخط وتأمر بفتح تحقيق في القضية.

وبعد استدعاء التاجر والتلميذ من طرف الضابطة القضائية للتحقيق معهما تفجرت مفاجأة أخرى لم تكن في الحسبان، وذلك من خلال اعتراف التاجر أن الفيديو تعمد شخص آخر تسريبه بغرض ابتزازه ماليا، فيما كشف التلميذ في تصريحاته أن هناك زميل آخر يدرس معه يقوم هو أيضًا بممارسة الجنس المثلي، وأن زبناءهما متعددون ،ويشغلون مناصب جد مهمة، منهم بعض الموظفين وفقيه، وسائقو الشاحنات ذات الوزن الثقيل، علاوة على تجار.

وهي الاعترافات التي جعلت النيابة العامة تصدر أوامرها بالبحث عن كل الأشخاص الذين وردت أسمائهم في التحقيق وإيقافهم،حيث جرت عدة اعتقالات بهذا الخصوص بكل من تيزنيت وبويزكارن وسيدي إفني وكلميم وإفران الأطلس الصغير، ليصل عدد الموقوفين 15 شخصًا، تم إيداعهم رهن الاعتقال الإحتياطي.

وعلاقة بذات الموضوع، تم الأسبوع الجاري توقيف التلميذ الثاني من أجل التحقيق معه هو الآخر في هذه القضية ،وأثناء الاستماع له تبين للمحققين أن الأمر يتعلق بشبكة متشعبة وقد تصنف كأكبر شبكة لاستغلال القاصرين وممارسة الجنس عليهم بجنوب المغرب.

وأكدت مصادر أن هذه الشبكة بدأت بوادرها الأولى ،حينما قام شخص بالتغرير بأحد التلميذين أمام الثانوية الإعدادية، وإقناعه بممارسة الجنس معه مقابل 100 درهم، ليسلم رقمه الهاتفي لصديق له أشبع هو الآخر ميولاته الجنسية معه ،ليقوم بدوره بمنح هاتف التلميذ لشخص ثالث، وهكذا دواليك إلى أن انتشر الأمر، وتعدد الأشخاص ،واتخدوا من شقق ومنازل أماكن لاستدراج هؤلاء التلاميذ ،وقضاء لحظات حميمية يؤثتها الجنس المثلي.

هذا ومن المقرر أن تدخل جمعيات حقوقية عدة، على خط هذه القضية المثيرة، وتنصب نفسها كطرف مدني لمؤزارة ضحايا الإستغلال الجنسي أمام غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بورزازات، التي ستشهد جلسات هذا الملف ،الذي يعد بعدة مفاجآت في الأيام القليلة المقبلة.