كلميم-المغرب اليوم
نظمت شبكة جمعيات وادنون في كلميم، لقاءا تواصليًا مع فعاليات المجتمع المدني في مقر جمعية رمال للتنمية الأسرية، احتفاءا باليوم الوطني للمجتمع المدني، الذي يصادف 13 من مارس.
اللقاء الذي حضرته عدة جمعيات من مدينة كلميم ونواحيها ومن بويزكارن، شهد إلقاء مداخلتين، المداخلة الأولى للأستاذ "عبد الله النجامي" الفاعل الجمعوي حول موضوع "العمل الجمعوي وسؤال التطوع"، حيث أشار بداية إلى جعل هذه المناسبة فرصة للتقييم والتوقف عند المكتسبات التي تحققت للمجتمع المدني بعد دستور 2011، بفعل التدافع بين القوى الحية والتي ساهم فيها الفاعل الجمعوي، ثم ركز في إطار موضوع المداخلة على محور التطوع، الذي اعتبره هو الأصل في العمل الجمعوي الذي يُعد بدوره من وسائل وأدوات العمل الجماعي، وهما متأصلان في مرجعيتنا الإسلامية والسنة النبوية التي تحث على العمل الجماعي وعلى التطوع لخدمة الناس وتقديم ما ينفعهم في كافة المجالات التربوية والاجتماعية والبيئية...كما أكد على إعادة الاعتبار لمبدأ الاحتساب في العمل الجمعوي للقطع مع كل السلوكيات الدخيلة على المجال كالاسترزاق والجمعيات الورقية التي تُؤسس من أجل الحصول على الدعم فقط.
وبعد التعريج على لمحة تاريخية حول الدور المحوري لمؤسسات المجتمع المدني في التاريخ الإسلامي، واصل الأستاذ "النجامي" محاور مداخلته بالتأكيد على مجموعة من الأبعاد الأساسية التي يحتاجها العمل الجمعوي، ومنها على الخصوص تحقيق المؤسسية في العمل والشفافية والديمقراطية والنزاهة في التدبير والتسيير، وكذلك السعي نحو التخصص في العمل الجمعوي، بالإضافة إلى الفاعلية لتحقيق النتائج والمزيد من التطوع، لأن الفاعل الجمعوي يُعطي أكثر مما يأخذ.
أما المداخلة الثانية فكانت مع عضو مكتب رابطة جمعيات الجنوب، الأستاذ الباحث والفاعل الجمعوي "امبارك الزيغم" حول موضوع "الأدوار المستقبلية للمجتمع المدني" والتي انطلق فيها من التوجهات المستقبلية للدولة في علاقتها مع المجتمع المدني، خاصة بعد دستور 2011، حيث رصد مجموعة من المؤشرات الدالة على تغير نوعي في هذه العلاقة من خلال تبني المقاربة الدستورية وإطلاق الحوار الوطني، مشيرا إلى توظيف البعد المحلي الذي أصبحت له قوة وتأثير في رسم السياسة العامة.
وفصّل الأستاذ "الزيغام" في "الفرص" المتوفرة للمجتمع المدني، والمتمثلة في الفرص الدستورية والقوانين الترابية والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، بالإضافة إلى التحولات المجتمعية، وهي الفرص التي ينبغي للفاعل الجمعوي استغلالها واستثمارها وأن يكون له رأي فيها؛ لينتقل إلى طرح سؤال: ما العمل؟ والإجابة عنه من خلال معرفة كيفية المحافظة على المكتسبات واستثمارها وتقوية الفاعلية الجمعوية والمساهمة في تنمية المنطقة، وكذلك معرفة المداخل /المقاربات المتوفرة والممكنة.
وواصل الزيغام مداخلته ببسط مختلف التحديات المطروحة والحلول الممكن القيام بها من طرف المجتمع المدني، مركزًا على المداخل التنموية للفاعل المدني في منطقة وادنون، من خلال القوانين الجهوية والإقليمية والمحلية والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كمدخل أول، وفي المدخل الثاني ركز على بناء الشبكات المدنية، تقوية التخصص المدني، العمل بالدراسات والخبرة، إشراك الساكنة، وتقوية الشراكات بين الجمعيات ومع المؤسسات العمومية.
وختم الزيغام مداخلته في الحديث عن القيم الحاضنة للفعل الجمعوي الوادنوني، والتي لخصها في المبادرة والتركيز على البعد المحلي والتعاون وتجنب الصدام وإشاعة روح النفس الإيجابي، والتنافس الإيجابي على الصالح العام.
بعد نهاية المداخلات، فُتح المجال لتدخلات الحاضرين الذين أغنوا النقاش بتساؤلاتهم وإضافاتهم، وفي نهاية اللقاء التواصلي، تم منح شواهد تقديرية للمنظمين تكريمًا لهما على مجهوداتهما، وكذلك لجمعية رمال تقديرًا لها على تعاونها واستضافة اللقاء.