الدار البيضاء - جميلة عمر
أعلن مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية في باريس، شارل سان برو، أن مخيمات تندوف محاطة بالمليشيات وبالقوات الجزائرية، مما يحول دون تنقل أي شخص، وهو ما يجعلها بالتالي معسكرات حقيقية للاعتقال. وأضاف شارل سان برو خلال حديثه لقناة "ميدي 1 تي في " ،أنه منذ نحو 15 يوما شهدت مخيمات تندوف انتفاضات حقيقية تحت مراقبة جزائرية، وهي الانتفاضة التي بدأت في 23 يناير من خلال اعتصام أمام مقر المفوضية العليا للاجئين بمخيمات تندوف، احتجاجا على خروقات حقوق الإنسان من قبل مليشيات "البوليساريو" والقوات الجزائرية.، موضحاً انه خلال هذه الانتفاضة تمت تحركات عفوية تعبر عن سخط الشباب الذين ضاقوا ذرعا من الظروف الصعبة التي يعيشون في ظلها، وفساد عصابات الانفصاليين، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان الأساسية. و أشار شارل سان برو أنه يتبين أن الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية لفائدة اللاجئين يضرب بها عرض الحائط من قبل النظام الجزائري و"البوليساريو" في ظل صمت مطبق للمجموعة الدولية. وأضاف: ان هذه الخروقات تعرض المتظاهرين لقمع شديد من قبل مليشيات "البوليساريو" والقوات الجزائرية التي مارست أعمال عنف بشعة ضد الأشخاص. ولاحظ انه أمام هذا القمع الوحشي التزام بعض المؤسسات والمنظمات غير الحكومية بالصمت التام إزاء الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف، مبرزا أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كان قد صرح بأنه "لا يعرف سوى القليل من الأشياء حول وضعية حقوق الإنسان بالمخيمات القريبة من تندوف". وقال شارل سان برو أن هذا الصمت والمواقف الغامضة تجد تفسيرها من جهة في أن النظام الجزائري يعرقل كل مبادرة انسانية وكل لجنة تحقيق، ومن جهة ثانية في عدم حياد منظمات غير حكومية ومفاوضين يكيلون بمكيالين وتنقصهم النزاهة. مؤكدا من ناحية أخرى، أن نزاع الصحراء المغربية من اختلاق النظام الجزائري الذي عمل، من أجل استمرار هذه الخدعة، على احتجاز بضع عشرات الآلاف من الفقراء رهائن بالقوة داخل مخيمات تندوف وتقديمهم كلاجئين لبلد وهمي.