الدار البيضاء ـ جميلة عمر
يستمع الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء في المغرب، الإثنين، إلى قاضي ينتمي إلى هيئة القضاة، بعد تورّطه في جنح الضرب والجرح في حق سيدة حامل، وإهانة الشرطة الملكيّة التابع لدار بوعزة ، كما تُتابَع زوجته بإهانة الضحية، ووصفها بـ"العاهرة". ويتم الاستماع إلى القاضي في إطار قواعد الاختصاص الاستثنائيّ، أو ما يُعرف بـ"قواعد الامتياز القضائيّ"، بعد أن تعذّر على الضابطة القضائيّة للشرطة الملكيّة الاستماع إليه قانونًا بسبب صفته، فيما اقتصرت على الاستماع إلى زوجته وخصميهما الزوجين. وتعود القضية إلى يوم عيد المولد النبويّ، حيث كان القاضي وزوجته برفقة أبنائهما في حديقة الألعاب التي توجد في منطقة وادي مرزك، وفي غفلة منهما، نشب شجار بين ابنهما وطفل آخر، ليتطوّر الأمر إلى تدخّل الكبار، وبدل تحكيم العقل وفضّ الاشتباك الصبيانيّ، دخلت الزوجتان في مُلاسنات استعملت فيها ألفاظ نابية، ليتدخل القاضي ويوجه لكمة إلى المرأة الحامل، فسقطت أرضًا، واستعر الخصام ليبلغ ذروته باشتباك بين الزوجين، ولم يقف الأمر هنا بل انهالت زوجة القاضي بالسبّ والكلام النابيّ لتنعتها بـ"العاهرة"، مُهدّدة إياها بالاعتقال، مُدعية أن "زوجها يحكم على عشر من أمثالها يوميًا"، وهو القذف الذي أغضب الحامل وزاد من عصبيتها، ليتحول الأمر إلى شجار ضم الأربعة، ولم تنفع تدخّلات الأمن الخاص بالحديقة في فضّه، ليتم إبلاغ عناصر الدرك التي حضرت إلى المكان، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام القاضي الذي لم يستسغ إصرار عناصر الشرطة على إنجاز محضر بالواقعة، ووجه إهانات جديدة لعناصر الشرطة، مُبرزًا صفته نائبًا لوكيل الملك في إحدى محاكم المدينة، مما دفع عناصر الضابطة القضائيّة إلى الاتصال بالوكيل العام، حيث أعطى هذا الأخير أوامره بالاستماع إلى زوجة القاضي والضحية، مع استدعاء القاضي من أجل الاستماع إليه الإثنين في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء.