الدار البيضاء - المغرب اليوم
يبدو أن أيام "محند العنصر" على رأس حزب "الحركة الشعبية"، باتت معدودة بعد إصدار تيار "التغيير من أجل حركة شعبية قوية" لبيان صحفي، توصل الموقع بنسخة منه، على هامش أشغال لجنة التنسيق والتعبئة والاعلام بحزب الحركة الشعبية التي عقدت اجتماعها الأسبوعي العادي يوم أمس السبت 25 غشت 2018، بحضور منتدبي الحزب من الاقاليم والجهات والمنتخبين واطر الحزب من منظمات موازية بمختلف التخصصات المهنية والشبابية والنسائية .
وبحسب البيان فان تيار التغيير، الذي من المنتظر أن يعقد ندوة صحفية بداية شتنبر للكشف عن هوية قياداته، ناقش عددا من المستجدات داخل المشهد السياسي ببلادنا ، والوضع الداخلي للحزب والتحضيرات التي تباشرها اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الذي سينعقد في اواخر شتنبر المقبل .
ووفق المصدر نفسه فان الحركيون بمختلف مناطق المملكة اعتبروا ان هناك عدة رسائل استلهموها ويريدون التجاوب معها وتنزيلها على ارض الواقع من خطاب العرش حيث وجه الملك خطابه للأحزاب مفاده أنه "يريد خارطة سياسية بنخب سياسية جديدة ، تكون قادرة على استقطاب نخب جديدة لكون الأحزاب الحالية وقياداتها باتت مقتصرة على محترفي السياسة، وغير قادرة على مواكبة تطورات المجتمع وانتظاراته , كما يعتبرون حزب الحركة الشعبية والقيادة الحالية بقيادة العنصر معنيين بذلك .
في حين يعتبر تيار التغيير ، وفق بيانه، أن حزب الحركة الشعبية لم يعد قادرا على مجاراة الحركية التي يعرفها المجتمع و تطلعاته ، وهو ما يستوجب تواجد عقليات جديدة وذلك بتنحي السيد محند العنصر عن قيادة الحزب بعدما قضى أكثر من تسع ولايات ومايزيد عن 32 سنة في تسيير شؤونه .
ويؤكد أصحاب التغيير، في بلاغهم، ان القيادة الحالية بزعامة الامين العام امحند العنصر غير قادرة على تنزيل الإصلاحات السياسية والحزبية داخل التنظيم وانها مغيبة وغير قادرة على اعتماد التوجهات الاستراتيجية التي اطلقها جلالة الملك كورقة طريق عمل للنهوض واصلاح الحقل السياسي ببلدنا .
بل أن القيادة باتت، حاليا، عبارة عن "تجمعات عائلية ونفعية تدافع عن مصالحها عوض أن تكون أدوات سياسية للعب الوساطة داخل المشهد الوطني وانها أصبحت تجعل عملها يقتصر فقط على عقد مؤتمراتها الاستعراضية في تبديد صارخ للمال العام ، واجتماع مكتبها السياسي ولجانها الصورية ، في غياب تام للسيد الامين العام عندما يتعلق الأمر بالتواصل و تأطير المواطنين، وحل مشاكلهم والمشاكل التنظيمية للحزب في الفروع والاقاليم والقواعد ، فلا دور له ولا أثر يذكر وأن الحركة الشعبية في هذا السياق باتت لزاما عليها إعادة هيكلتها داخل المشهد برمته، بعقلية وباليات وقيادة جديدة تروم تحقيق الأهداف الأصلية التي تأسست مع نهاية الخمسينات من القرن الماضي والتي من أجله تأسست الأحزاب، حيث باتت تنظيما مغلقا تسوده علاقات زبونية تقصي الكفاءات وتشجع على الانتهازية وقتل العمل السياسي النبيل .
وطالب تيار التغيير من العنصر بالتنحي عن الترشح وعدم تفصيل القانون الاساسي على مقاسه للتمديد له ضدا على القانون والاعراف الحزبية والسياسية في العالم باعتباره من اقدم رؤساء الاحزاب وطنيا ودوليا .