الرباط _ المغرب اليوم
حركة غير عادية شهدتها عدد من المؤسسات التعليمية، اليوم الثلاثاء، على مستوى مدينة الدار البيضاء، بالرغم من أن الموسم الدراسي لم ينطلق بعد. أولياء التلاميذ يتقاطرون على هذه المؤسسات التعليمية تباعا، وكأنهم يبحثون تسجيل فلذات أكبادهم بها؛ بيد أن الأمر كان يتعلق بانطلاق عملية تلقيح التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة.
على مستوى ثانوية ابن تومرت بقلب العاصمة الاقتصادية، التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بعمالة أنفا، توافد، صباح الثلاثاء، عدد من الآباء والأمهات، مرفوقين بأبنائهم لتلقي جرعات اللقاح للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وعلى الرغم من المخاوف التي عبر عنها بعض الآباء والأمهات، فإن أولياء أمور آخرين لم يكترثوا بما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول اللقاح، ليحلوا مرفوقين بأبنائهم قصد خضوعهم للتلقيح.
إحدى الأمهات حضرت رفقة ابنتها التي تتابع دراستها في السنة أولى إعدادي أكدت أن هذه المبادرة يستوجب التفاعل معها للعودة إلى الحياة الطبيعية وتعزيز الحماية للجميع.
وبخصوص ما إن كان هاجس الخوف من اللقاح في ظل ما يتم ترديده بمواقع التواصل الاجتماعي، لفتت الأم، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنها غير متخوفة من الكلام الرائج في ظل التطمينات التي قدمتها وزارة الصحة والأطر الطبية.
وعلى مستوى ثانوية الكندي التأهيلية ببنمسيك في الدار البيضاء، كان حضور الآباء والأمهات لافتا، حيث تفاعلوا مع الحملات التي أطلقتها المديرية الإقليمية للتربية الوطنية رفقة باقي شركائها.
واصطف، منذ الصباح، عدد من النساء والآباء مرفوقين بأطفالهم للاستفادة من اللقاح، قبل بدء الموسم الدراسي، معربين عن أملهم في أن تساهم المبادرة في انطلاقة جيدة للدراسة هذا الموسم.
وعلى مستوى عمالة مقاطعات بنمسيك سيدي عثمان، تجندت السلطات المحلية إلى جانب الأطر الصحية والتربوية لإنجاح هذه الحملة وتحسيس الأسر بالإسراع في تلقيح الأبناء.
الكبير السلامي، رئيس جمعية الآباء وأولياء التلاميذ بثانوية الكندي التأهيلية، أكد أن التخوف من اللقاح غير وارد بالنسبة إليهم، على اعتبار أن الحملة انطلقت منذ مدة دون أن يتم تسجيل ملاحظات عليها.
ولفت السلامي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه المرحلة تتطلب من الجميع المشاركة فيها بكثافة لإنجاحها من أجل تسهيل العودة إلى التعليم الحضوري خلال هذا الموسم، داعيا في هذا السياق الآباء والأمهات إلى الانخراط فيها.
وبدوره، وجه عبد الله شوقي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، النداء إلى جميع الآباء والأمهات من أجل القدوم إلى المؤسسات التربوية لتلقي الجرعات، من أجل تمكين التلاميذ من مناعة جماعية داخل المؤسسات؛ وهو ما سيضمن، حسبه، تعليما حضوريا وعودة الحياة الطبيعية التي كانت قبيل ظهور وباء كورونا.
وأوضح أحد الأطر الطبية الموجودة داخل هذه المؤسسة أن أُطر وزارة الصحة على أتم الاستعداد لهذه الحملة ومنخرطة من أجل إنجاحها، داعيا الأسر إلى التفاعل معها.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن اللقاح الذي سيكون معتمدا يتمثل، كما ذكرت الوزارة، في لقاحي “سينوفارم” وفايزر”، مشددا على أن الآباء والأمهات لهم حق اختيار نوعية اللقاح.
حميد بلقاسم، مدير ثانوية الكندي التأهيلية، قال إن الظروف التي تمر منها العملية عادية، مشيرا إلى أن الجميع تجند من أجل إنجاحها، حيث تم توفير مختلف الحاجيات الضرورية في هذه الحملة بتنسيق مع مختلف الشركاء.
وناشد مدير المؤسسة التربوية الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ بمرافقة أبنائهم إلى المؤسسات التعليمية، قصد التلقيح من أجل مصلحة الوطن واستئناف الدراسة في ظروفها العادية.
وكانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات أكدت تخصيصها 58 مركزا للتلقيح على مستوى الجهة من أجل استقبال 613 ألفا و367 تلميذة وتلميذا من الفئة العمرية 12-17سنة؛ وذلك من أجل تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، ابتداء من اليوم الثلاثاء 31 غشت 2021.
قد يهمك ايضا
تلقيح التلاميذ يستوجب موافقة الوالدين والاختيار بين "فايزر" و"سينوفارم"