الدار البيضاء - المغرب اليوم
بدموع وحسرة كبيرة، تحدثت السيدة "سارة الداودي"، عن معاناتها مع زوجها، أشهر تاجر في مدينة الدار البيضاء، والذي يملك العشرات من المتاجر والدكاكين بمختلف أحياء العاصمة الاقتصادية، حيث كشفت الزوجة المكلومة أنها عقدت قرانها على المعني بالأمر عام 2010 بعقد زواج شرعي، وكانت تبلغ من العمر "16 عامًا انذاك"، مشيرة إلى أنه وعدها بحياة زوجية كريمة، غير أنها ُصدمت بالواقع الأليم.
وأضافت الزوجة، أن زوجها المذكور والذي تظهر على شكله مظاهر الالتزام، أسكنها بـ"براكة" بمنطقة دار بوعزة نواحي البيضاء، هذه "البراكة" تقول الزوجة، التي تفتقر إلى أبسط شروط السكن الكريم، غير أنها لم تعارض واختارت الصمت والصبر لاستمرار زواجها، حيث رزقت بعد مدة بابنين "فتاة وفتى"، وتابعت أن زوجها والذي يعاني من "مرض البخل الشديد"، كان يغيب عنها بالأيام والليالي، ويغلق عليها باب المنزل، دون أن يسأل عن حالها وعن متطلباتها ومتطلبات أبنائها، مشيرة إلى أنه كان يتحجج بكثرة العمل، كما أنها لم تكن ترى مشكلة في الأمر.
وزادت الزوجة الشابة، أن زوجها الذي يملك عقارات ومتاجر لا تعد ولا تحصى، كان يمنعها من زيارة والديها وعائلتها، كما أنه كان يرفض شراء أشياء بسيطة لها، مشيرة إلى أنها كلما طلبت منه اقتناء شيء لها ولأبنائها أو للمنزل، كان يجيبها بالقول:"خاصك حتا تجوعي مزيان وميبقى عندك ما تلبسي وتحتاجي ديك الحاجة عاد نفكر نشريها، باش تعرفي بقيمة الفلوس"، مضيفة أنها كانت تعاني الأمرّين عند مرضها في بعض الأحيان، وذلك لرفضه حملها للطبيب وشراء الأدوية لها.
وتابعت أن زوجها المعروف بمنطقة الحي الحسني والمشهور بلقب "بيريمي"، زاد في جبروته معها بعد وفاة والدها، مشيرة إلى أنه أصبح يعنفها بشكل مستمر على أبسط الأمور، وكان يردد بشكل مستمر عبارة :"خاص لمرا تكون بحال الجارية، ما تهدر ما تحكم، غي تسمع وتنفذ". حسب تعبيرها، وبعدها، اعتدى عليها الزوج المذكور في أحد الليالي، وذلك بعدما طلبت منه زيارة والدتها، مضيفة أنه طردها من المنزل رفقة ابنيها ليلا، وخاطبها بالقول:"أنا المرا ايلا خرجات من داري، متحلمش ترجع، حيث غادي ندبحها".
وتابعت السيدة سارة حديثها عن الواقعة التي حدثت شهر يوليو/تموز الماضي، مشيرة إلى أنه منذ ذاك الوقت لم يسأل عنها ببيت والدتها، كما أنه توجه لأداء فريضة الحج دون اقتناء أضحية العيد لأبنائه أو تسجيلهم بالمدرسة، وهو ما دفعها إلى رفع دعوى للنفقة ضده بالمحكمة.
وبعد عودته من الحج، تم استدعاء الزوج إلى محكمة الأسرة لمطالبته بأداء النفقة، غير أنه تحجج برغبته في إعادة زوجته وأبنائه إلى البيت، ما دفع بالقاضية إلى إعطاءه مهلة للصلح، قبل أن يتوجه الثلاثاء، صوب منزل زوجته، حيث انتظر إلى حين نزولها رفقة شقيقتها إلى البقال المجاور لتغيير قنينة الغاز، ليهاجمها بالضرب والشتم بأقبح النعوت أمام مرأى ومسمع الجيران، الذين تدخل بعضهم لفض النزاع، بعد سقوطها مغمى عليها وفراراه.
وأمام حالتها، تم نقل الزوجة على وجه السرعة إلى الطوارئ، حيث تمت معاينة وضعها، وحاول الأطباء ايقاظها من الاغماء، كما تم إعطاءها شهادة طبية تثبت تعرضها لكدمات خطيرة في الرأس وعلى مستوى البطن "مكان عملية قيصرية"، إلى جانب تعرضها لكسر في أضراسها، وطالبها الأطباء بضرورة تقديم شكاية ضد المعتدي على الفور لدى مفوضية الشرطة بالحي الحسني "15".
وواصلت الزوجه أنها توجهت رفقة والدتها وشقيقتها إلى المفوضية المجاورة لمحلات زوجها، لتقديم شكاية ضده، غير أن معاملة رجال الأمن تغيرت معها بعد علمهم بهوية المعتدي، مشيرة إلى أنهم أخذوا منها جميع الوثائق الأصلية، وطالبوها بعدم العودة إلى حين استدعائها، وإلى ذلك، طالبت المعنية بالأمر، الجهات المختصة بالتدخل لانصافها على جبروت زوجها، للحصول على حقها وحث طفليها، اللذين لا يزالا دون دراسة إلى حد الساعة بسبب والدهما.