الرئيسية » قضايا ساخنة
الشركات الأجنبية مُهددة في الجنوب الغربي

طرابلس - المغرب اليوم

تتصاعد أعمال اختطاف العاملين في الشركات الأجنبية في جنوب ليبيا، وتزداد تحركات العصابات الإجرامية العابرة للحدود والمرتبطة بنظيرتها الليبية بالداخل، الأمر الذي يمثل تهديدًا لاستمرار هذه الشركات في الصحراء الليبية، ويثير العديد من التساؤلات  بشأن الدوافع وراء تكرر مثل هذه الحوادث التي جعلت جنوب البلاد بمثابة مسالك نحو المجهول تبتلع الأجانب في

رمال الجنوب.تمثلت الواقعة الأخيرة في اختطاف مجموعة مسلحة مجهولة الهوية لمهندس باكستاني يدعى شهد عبد السلام في مدينة أوباري جنوب البلاد يوم الجمعة، يعمل في حقل الفيل النفطي على بعد900 كلم جنوبي العاصمة طرابلس. ويعد الحقل من أهم حقول شركة "إيني" الإيطالية وتقوم بتشغيله وفق امتياز مشترك مع المؤسسة الليبية للنفط ، عبر شركة "مليتة" للنفط والغاز.ويرى رمضان صالح، منسق الشؤون الأمنية ببلدية أوباري، أن "استمرار عمليات الاختطاف وغياب المظاهر الأمنية الرسمية في الجنوب، يعودان إلى غياب الدعم الحكومي لمديريات

الأمن وقوات الجيش، إضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالقبلية، التي أضعفت الوضع الأمني كثيرًا".وقال صالح"عندما نتحدث عن الجنوب بما في ذلك مدينة أوباري، يعني أننا نقول بصراحة أن الجيش والشرطة غائبين تماما، ومن يقول هناك أجهزة أمنية وعسكرية تعمل فهو أمر غير صحيح، لأن القبيلة هي من تدير الأمور في الجنوب، وهذا هو الخلل وأساس المشكلة".وتابع "عندما نتحدث عن أوباري على سبيل المثال وهي من كبرى مدن الجنوب، هناك تنوع سكاني بين مكونات (العرب والطوارق والتبو)، وكلهم لديهم مسلحون يفوقون الشرطة والجيش تسليحا،

و لا يمكن لأجهزة الدولة الوقوف في وجوههم، لأن محاربتهم تعني الصدام المسلح معهم والدخول في حرب أهلية" . وأكد منسق الشؤون الأمنية في بلدية أوباري عن الطريقة الملائمة للمعالجة الأمنية في الجنوب أنه لا حل سوى توحيد الحكومة والجيش والشرطة، لأن الانقسام بين جيش في الشرق وآخر في الغرب، يعني اصطفاف كل طرف حول معسكر، ويكون هذا الانقسام مدخلا للفوضى وتنفيذ الأجندات ، وبالتالي يجب حسم توحيد المؤسسة العسكرية والشرطة، لاستتباب الأمن في الجنوب".وتتقاسم رئاسة أركان الجيش في حكومة الوفاق الوطني غربا

والقيادة العامة للجيش، التي يقودها المشير خليفة حفتر شرقًا، السيطرة على مدن الجنوب حيث يوجد لدى كل منهما قوات تابعة له.وأشار المسؤول الأمني إلى أن حادثة اختطاف المهندس الأجنبي في أوباري ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، والمعالجة يجب أن تكون من الدولة وليس بالاعتماد على التدخل القبلي فقط لإنهاء مثل هذه الحوادث، خاصة وأن هناك شبكات إجرامية

دولية متورطة في مثل هذه الأعمال على الأراضي الليبية.وأكدت شركة "مليتة" المشغلة لحقل الفيل النفطي، أن اختطاف المهندس الباكستاني يعتبر دليلًا قاطعًا ودامغًا على أن القطاع يتعرض لهجمة شرسة تهدف إلى عودة الفوضى وإغلاق الحقول وتدني الإنتاج ، بعد التحسن الطفيف في الأوضاع الأمنية الذي انعكس بصورة إيجابية على الإنتاج وعودة الشركات الأجنبية والعمالة

الوافدة.وقالت الشركة في بيان صحافي، نشرته عبر موقعها على الإنترنت ، إن "خطف هذا المهندس على الأرض الليبية، يدل على ضياع النخوة والشهامة، وهو يخاطر مع زملائه الليبيين بأرواحهم من أجل الاستمرار في إنتاج النفط، المورد الوحيد للدخل في ليبيا حاليًا".وتبلغ الطاقة الإنتاجية القصوى للحقل نحو 75 ألف برميل يوميا.وأكدت الشركة أن هذا العمل مرفوض بشكل

قاطع وهو لا يمثل أهل الجنوب وطالبت بإطلاق سراحه، مذكرة الجميع بما حصل في محطة أوباري الغازية، وما يحصل الآن في حقل الفيل النفطي، وتمنت أن يتحمل كل مواطن مسؤوليته.ويتخطى إنتاج ليبيا مليون برميل يوميا منذ نهاية العام الماضي، بعد استكمال عمليات الإنتاج من كافة الحقول في جنوب وشرق البلاد. لكن الإغلاق المفاجئ للحقول النفطية بسبب

الاحتجاجات أو التهديدات الأمنية والإرهابية تسبب أحيانا في تذبذب مستويات الإنتاج .واعتقد النائب في البرلمان الليبي، مصباح اوحيدة، أن غياب الدولة ساهم في تمدد نشاط شبكات الاختطاف والعمليات الإجرامية ، التي تستغل حالة الضعف والتراخي في تنفيذ مثل هذه الأعمال الدخيلة.وأضاف النائب المنحدر من الجنوب في تصريح عبر الهاتف لـ((شينخوا)) ، "قبل سنوات قليلة لم تسجل أي حالات مثل هذا النوع في الجنوب، بل حتى عندما تسرق سيارة يتم جلبها بفعل تدخل قوات الأمن ، واليوم نسمع ونشاهد كل يوم حادثة اختطاف أو الاعتداء على أحد

العمال الأجانب" .ونوه إلى أن هناك من يحاول العبث بأمن الجنوب، وتهديد عمل الشركات الأجنبية العاملة في الحقول النفطية ومشروعات الطاقة الكهربائية، وهذا مؤشر خطير ينبغي للدولة أن تتدخل سريعاً لمعالجته قبل أن يتفاقم الوضع بشكل أكبر، وفقا لقوله.وشهدت مدينة أوباري واقعة اختطاف مماثلة في مطلع نوفمبر 2017 ، عندما قام مسلحين بطريقة مشابهة للتي خطف

بها المهندس الباكستاني باختطاف أربعة (ألماني وثلاثة أتراك) من عمال شركة (إنكا تكنيك) التركية، والتي تقوم بتنفيذ مشروع محطة أوباري الغازية للكهرباء.وتشهد مدن الجنوب الليبي مخاطر أمنية كبيرة، نظرا لطبيعتها الصحراوية الوعرة والشاسعة والمترامية الأطراف ، إضافة إلى إحاطتها بثلاث دول (السودان وتشاد والنيجر)، وتشهد عبر مسالك ودروب صحراوية نشاطا غير مسبوق لعمليات التهريب بشتى أنواعها من وإلى هذه الدول، خصوصًا الاتجار بالبشر والسلاح والمواد المخدرة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بنك السودان المركزي يكشف عن تعرض 121 فرعاً من…
الصين تدعُو الولايات المتحدة لاحترام مبادئ المنافسة العادلة وعدم…
ولوج فاعل مصري إلى سوق تجارة القرب المغربية يخلق…
35,3 % من العمال المغاربة يعملون أكثر من 48…
ضبط 3696 مخالفة في المغرب تتعلق بالأسعار وجودة المواد…

اخر الاخبار

تعيين المغربي عمر هلال رئيساً مشاركاً لمنتدى المجلس الاقتصادي…
عبد اللطيف لوديي يُبرز طموح المملكة المغربية في إرساء…
لقجع يُبرز المكانة التي وصل إليها المغرب والتحديث الشامل…
الملك محمد السادس يُهنئ الرئيس الفلسطيني بمناسبة العيد الوطني…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة