برازيليا ـ أ.ف.ب
يعقد قادة دول مجموعة بريكس الاربعاء قمة مشتركة مع رؤساء اميركا الجنوبية لتجتمع بذلك دول تبحث عن ايجاد البدائل للنفوذ الاميركي في المنطقة. وسيعقد قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا محادثات في العاصمة البرازيلية مع نظرائهم من الارجنتين وتشيلي وكولومبيا والاكوادور وفنزويلا ودول اخرى من اميركا اللاتينية. وياتي الاجتماع بعد قمة لمجموعة بريكس الاثنين والثلاثاء في منتجع فورتاليزا السياحي (شمال شرق البرازيل)، حيث اتفقت الدول الخمس على انشاء مصرف للتنمية بالاضافة الى صندوق احتياطي. وستستقبل الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف نظراءها في مجموعة بريكس وحلفاءها في اميركا الجنوبية لمباحثات تستمر يوما واحدا في العاصمة برازيليا. وقال الاستاذ في العلاقات الخارجية اوليفر ستوينكل من مؤسسة "غيتيليو فارغاس" ان "هذه فرصة للبرازيل لاظهار انها ليست فقط مهتمة بمجموعة بريكس بل انها تراهن على دمج اكثر وعلى ما يمكن ان يفيد المنطقة". وبالنسبة للرئيس الصيني تشي جينبينغ فان تلك الاجتماعات بمثابة دفعة جديدة للصين لحيازة نفوذ في منطقة ينظر اليها تقليديا وكانها الساحة الخلفية للولايات المتحدة. وبعد اجتماع الاربعاء سيبقى الرئيس الصيني يوما آخر في البرازيل لاطلاق المنتدى الصيني - الاميركي اللاتيني مع القيادات اليسارية في اميركا الجنوبية ومن بينها الرئيس الكوبي راوول كاسترو. وبلغت نسبة التبادل التجاري بين الصين واميركا اللاتينية 261,6 مليار دولار العام الماضي. الى ذلك ينظر الى اجتماع القمة وكأنه فرصة لرئيس الحكومة الهندي الجديد نيراندا مودي لتقديم نفسه للعالم. اما بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فان تلك المحادثات ستكون بمثابة منصة له بعد ابعاد موسكو عن مجموعة الثمانية للدول الصناعية اثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في بداية الازمة الاوكرانية. وستستفيد الارجنتين من الاجراءات المالية الجديدة التي اتخذتها مجموعة بريكس خاصة انها على شفير الدخول في ازمة مالية مع دين قد يبلغ 1,3 مليار دولار. وعقدت قمة دول بريكس في البرازيل بهدف اقرار انشاء مصرف وصندوق احتياطي يشكلان ركيزة استقلاليتها حيال المؤسسات المالية التي يهيمن عليها الغرب، اي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وقال بوتين الذي اغتنم فرصة القمة البرازيلية للقيام بجولة اوسع من كوبا الى الارجنتين، "يجب علينا ان نفكر معا في نظام تدابير يحول دون مضايقة الدول التي تختلف في الرأي مع قرارات الولايات المتحدة وحلفائها". واعلنت دول مجموعة بريكس الثلاثاء انشاء مصرفها للتنمية الذي سيكون مقره في شنغهاي وسيبلغ راسماله 50 مليار دولار بالاضافة الى انشاء الصندوق الاحتياطي بقيمة 100 مليار دولار. لكن قد يتطلب الامر سنتين قبل ان تبدأ المؤسستان عملهما وذلك بانتظار ان تصادق المجالس التشريعية في دول المجموعة عليهما. وابقت روسيف الباب مفتوحا امام استخدام صندوق الاحتياط لمساعدة دول خارج مجموعة بريكس، واشارت الى ان المجموعة مستعدة لبحث اي طلب من الارجنتين. وقالت روسيف بعد قمة الثلاثاء ان "نحن منفتحون لنبحث طبيعة علاقة (الصندوق) مع دول خارج بريكس، ولكن لم يتخذ قرار حتى الآن بهذا الشأن". وتابعت "اذا كانت الارجنتين ستستفيد او لا (من صندوق الاحتياط) فانه امر علينا مراجعته (...) ولكن على الارجنتين اولا ان تقدم طلبا". واضافت "رؤيتنا هي اننا سنكون كرماء مع الدول النامية".