بغداد ـ أ.ف.ب
كلفت الحكومة العراقية الثلاثاء شركة "تريفي" الايطالية تنفيذ مشروع صيانة وتاهيل سد الموصل المهدد بالانهيار.
وبسبب اعمال العنف قرب السد الواقع على بعد نحو اربعين كيلومترا شمال شرق مدينة الموصل، توقفت اعمال الصيانة فيه بعد الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة في حزيران/يونيو 2014 وتمكن خلاله من السيطرة على مساحات واسعة من محافظة نينوى، وصولا الى سد الموصل.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على السد الاستراتيجي بمساندة الطيران الاميركي من التنظيم الجهادي في آب/اغسطس 2014. واستؤنفت اعمال الصيانة بعد شهر من ذلك ولكنها لم تكن كافية لمنع توسع التآكل في السد الذي بات مهددا بالانهيار بحسب خبراء جيولوجيين.
وافاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ان مجلس الوزراء "وافق على قيام وزارة الموارد المائية بإحالة تنفيذ مشروع تأهيل سد الموصل وصيانته الى شركة تريفي الايطالية".
وخوّل المجلس الوزارة "توقيع العقد مع الشركة المذكورة"، من دون الاشارة الى كلفة المشروع.
واكد وزير خارجية ايطاليا باولو جنتيلوني في روما تكليف شركة تريفي وقال "اعتقد ان العقد سيوقع خلال الايام القليلة القادمة".
واضاف ان مساهمات الولايات المتحدة ودول اخرى تشارك في التحالف العسكري الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية وشروط نشر قوات ايطالية لحماية العمل في الموقع "سيتم تحديدها بالمشاركة مع التحالف وحكومة بغداد".
وكان رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي اعلن في كانون الاول/ديسمبر ان ايطاليا سترسل بسرعة 450 عسكريا لحماية سد الموصل بعد تقدم الشركة الايطالية للفوز بالعقد.
واعلن فيلق المهندسين الاميركي الموجود في العراق الخميس انه وضع اجهزة مراقبة واستشعار على السد لمعرفة مدى تآكله مع الوقت.
وحذر مسؤولون اميركيون من خطر حدوث كارثة كبرى في حال انهيار السد الذي قد يسبب موجة ارتفاعها 20 مترا يمكن ان تغمر الموصل.
ويعاني سد الموصل الذي شيد في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين من مشكلة بنيوية دفعت المهندسين في الجيش الاميركي الى وصفه بانه "اخطر سد في العالم" في تقرير نشر في 2007. وحتمت هذه المشكلة انشاء آلية لحشو السد بشكل متواصل على مدى 24 ساعة في اليوم بمواد اسمنتية.
لكن المهندس رياض عزالدين النعيمي مدير سد الموصل قلل من أهمية هذه التحذيرات وقال لفرانس برس "في الحقيقة لا توجد مخاوف من انهيار سد الموصل ما دامت اعمال الصيانة مستمرة على مدى 24 ساعة بواقع ثلاث وجبات من قبل كادر عراقي اكتسب خبرة فنية متراكمة ويتعامل بجدية مع هذه الاحداث".
وشاهد مراسل فرانس برس في الموقع اعمال الصيانة المستمرة للسد التي يقوم بها العمال داخل نفق يقع تحت متن السد حيث توجد آلات خاصة بحقن السد باطنان من الاسمنت.
وقال حسين حمد احمد رئيس الجيولوجيين في سد الموصل "لدينا نقاط حفر في قاع نفق التحشية ولدينا اعماق محددة وعند الوصول الى العمق النهائي نقوم بعملية التحشية".
والعملية تجري من خلال ضخ مزيج اسمنتي في الحفرة بضغط محدد لملء الفراغات والفجوات المكونة من مواد كلسية تذوب بسرعة وتحدث كهوفا وفراغات كبيرة تحت اسس السد.
وأكد المهندس "لا توجد لدينا مخاوف وعملنا مستمر في نفق التحشية"، لكنه اعرب اعن اعتقاده بعدم "وجود حلول اخرى حاليا غير هذه الحلول الآنية".
واشار الى وجود مقترح سابق لبناء جدار بمقدم السد لكن كلفته عالية جدا.
ولا تزال الظروف الامنية هشة جدا حتى الان ولا يتوقع ان تسمح لطاقم الشركة ببدء الاشغال. لذلك كان من الضروري نشر قوة مسلحة لحماية هؤلاء العمال وقررت ايطاليا المشاركة في هذه العملية الى جانب عسكريين اميركيين.
وتشارك ايطاليا في مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق من خلال تدريب قوات الجيش والشرطة.
كما وشاركت ايطاليا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003.
وتعرضت قواتها الى هجوم دام بسيارة مفخخة في عام 2004 في مدينة الناصرية التي كانت تنشر قواتها فيها، اسفرت عن مقتل 19 ايطاليا.
وسد الموصل، وعمقه 20 مترا، هو اكبر سدود العراق، ويؤمن الطاقة والمياه لاكثر من مليون شخص في شمال البلاد.