الدار البيضاء: جميلة عمر
لم تستثن موجة ارتفاع الأسعار، الموسم الجديد لأداء مناسك الحج، إذ عرف مبلغ مصاريف الحج للموسم المقبل 1437، المعلن عنه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، زيادة تصل إلى 1622 درهمًا، مقارنة بالعام الماضي، مع تحييد مصروف الجيب عن المصاريف الإجمالية.
وفي الوقت الذي حددت فيه الوزارة ذاتها، مصاريف الحج للموسم المقبل في 46 ألفًا و922 درهمًا، مقابل 45 ألفًا و300 درهم الموسم الماضي 1436، تعد الزيادة الجديدة، الثانية في ظرف سنتين، إذ شهد الموسم الماضي، بدوره زيادة مقدارها 1000 درهم، مقارنة بموسم 1435، الذي كانت مصاريفه في حدود 44 ألفًا و300 درهمًا.
ولم يتوقف رفع مصاريف الموسم الجديد للحج، عند مبلغ الزيادة المحدد في 1622 درهمًا، إذ قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفقًا ما يستشف من بلاغ لها، أعقب اجتماعًا للجنة المكلفة بتنظيم حج المغاربة، انعقد الجمعة فصل مصروف الجيب عن مصاريف الحج، مع توجيه الحجاج، لا سيما المصابين بأمراض مزمنة، نحو الحصول على التأمين الخاص بالسفر إلى الخارج بشكل انفرادي.
وأوضحت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن قيمة مصاريف الحج والتي حددت في 46 ألفًا و 922 درهمًا، التي صادقت عليها اللجنة خلال الاجتماع، والذي ترأسه أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لا تشمل مصاريف الجيب، بالنسبة إلى الحجاج الذين سيؤدون مناسكهم في إطار تنظيم الوزارة.
ولا يعني تحييد مصاريف الجيب عن مصاريف الحج، التي تستخلصها وكالات بريد المغرب لفائدة الخزينة العامة للمملكة، إلا قطعًا مع عرف استعادة الحجاج لبعض من تلك المصاريف، بتمكينهم، من مصروف الجيب، الذي جر على الوزارة في الأعوام الماضية، احتجاجات، بسبب الاقتطاع من قيمته لمواجهة بعض الأسعار الطارئة بتحميلها للحجاج.
ومن أمثلة ذلك، ما وقع في الموسم الماضي، حينما توقع الحجاج أن تكون قيمة مصاريف الجيب التي سيحصلون عليه من المبلغ الإجمالي للمصاريف التي دفعوها هي 6 آلاف و902 دراهم، ليتفاجؤا في النهاية بانخفاض المبلغ إلى مستوى ألفين و856 درهمًا، الشيء الذي اضطرت معه الوزارة إلى تعميم بلاغ، اعترفت فيه بأن ارتفاع سعر صرف الريال السعودي بـ0,34 درهم، ترتبت عنه زيادة أتوماتيكية في مصاريف الحج بلغت 4 آلاف و45 درهمًا، واجهتها باقتطاع الفارق من قيمة مصروف الجيب.
ويظهر أن الفواجع التي صارت تعرفها مواسم الحج، لا سيما حادث التدافع في منى، الموسم الماضي، ساهمت بدورها في رفع أسعار أداء المناسك، إذ أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لم تتردد، الأربعاء، في نصح المقبلين على أداء مناسك الحج في 2016، بالحصول، بشكل انفرادي، على تأمين خاص بالسفر إلى الخارج، خاصة الذين يعانون أمراضًا تتطور إلى الأسوأ في الديار المقدسة، وهو التأمين الذي يتراوح قيمته تتراوح بين 600 درهم و900 درهم لدى شركات التأمين حسب المنتج ومدة الإقامة في الخارج.