عمان ـ وكالات
نفت عمّان والقاهرة وجود أزمة سياسية بينهما، بعد لقاء عقده رئيس الحكومة الأردنية، عبدالله النسور، مع نظيره المصري، هشام قنديل، الذي أكد عمله للالتزام بتزويد المملكة بالكميات المناسبة من الغاز المصري، الذي شهد انقطاعات متكررة خلال العام الماضي.وبحث الجانبان، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ "ثورة 25 يناير" في مصر، جملة من الملفات التي أثارت جدلا في الأوساط السياسية المصرية والأردنية مؤخرا، في مقدمتها انقطاع الغاز المصري وملف العمالة المصرية في المملكة، إضافة إلى ملف التبادل التجاري.وأكد قنديل تعهد بلاده بالالتزام بالاتفاقية المبرمة بين البلدين بشأن ضخ الغاز المصري، مشيرا إلى أن ذلك "مرهون بتجاوز التحديات التي تواجهها مصر بشأن الاحتياطي من الغاز المصري."وقال :" الاحتياط المصري من الغاز يواجه تحديات داخلية وخارجية والاتفاقية الثنائية مع الأردن مفعّلة ....وسيتم ضخ الغاز بالكميات الملائمة للأردن."وأشار قنديل إلى أن وقف إمداد الغاز المصري إلى إسرائيل كان بسبب خلاف تقاعدي قانوني بين الشركة المصرية والإسرائيلية، وليس "بسبب سياسي" بحسب قوله.وأضاف: "مشكلة الغاز في مصر ليست مشكلة دائمة فهناك فساد خلّفه العهد البائد.. والأردن أخذ علما بأننا سنلتزم بتدفق الغاز المصري." واصفا زيارته بأنها تأتي "في وقت حرج" تمر به بلاده ، حرصا من الحكومة المصرية على العلاقات مع الأردن، كما أكد تعهد حكومته بالتواصل المستمر على مستوى الوزراء وعلى مستوى رؤساء الوزراء.ونقل قنديل إلى الملك الأردني عبدالله الثاني، رسالة من الرئيس المصري، محمد مرسي، يدعوه فيها إلى زيارة القاهرة وعقد قمة في وقت قريب.وكانت تصريحات مسربة نقلت على لسان العاهل الأردني في حوارات سياسية مع ناشطين سياسيين مؤخرا، تحدثت عن قلق أردني من استمرار انقطاع الغاز المصري، ووجود تحالف مصري تركي في المنطقة، واستعداد أردني لمواجهته عبر ورقة العمالة المصرية.كما تداولت وسائل إعلام محلية تقارير حول وجود توتر في العلاقات المصرية الأردنية على خلفية القضية، وتشديد الحكومة الأردنية الإجراءات بحق نحو 200 ألف وافد مصري عامل في المملكة.وفي هذا السياق، نفى قنديل وجود أزمة سياسية بين البلدين ، فيما اعتبر الحديث عن وجود محاور في المنطقة لا أساس له ، وعلق مضيفا :" مصر ليست دولة محاور وفكرة المحاور هذه أنفيها تماما ولا أعلم من أين أتت ...مصر دولة محور عربي - إسلامي - إفريقي."أما بشأن ملف العمالة المصرية أكد قنديل إن مذكرات تفاهم عديدة أبرمت بهذا الشأن، تضمنت وضع أسس محددة لتنظيم أية إشكاليات متعلقة بهذا الملف.وتراجعت كميات الغاز المصري إلى الأردن منذ العام 2011 بسبب تفجير خط أنابيب الغاز مرارا، من 220 مليون متر مكعب إلى كميات ضئيلة جدا، وفي هذا السياق، أكد النسور في حديثه أن كميات الغاز المصري ارتفعت خلال الأيام الماضية بنسب متفاوتة، تراوحت بين 110 مليون متر مكعب و190 مليون متر مكعب و250 مليون متر مكعب. وقال النسور إن الشعب الأردني "لا ينظر إلى الأشقاء المصريين كحدث طارئ،" مشيرا إلى وجود نحو 900 ألف من الجالية المصرية المتواجدة على الأراضي الأردنية، وعزا وجود بعض الأخطاء في التعامل مع العمالة المصرية الوافدة، إلى تواجد أعداد كبيرة من الجالية المصرية.وتوافق النسور مع قنديل في رفض الحديث عن سياسة المحاور قائلا: "أرى أن هذا التفكير هو هبوب لحرب باردة بائدة.. وهو تقسيم للمقسوم، سياسة المحاور فاشلة ولا يوجد بيننا ما يفرق."ونفذت الحكومة الأردني خلال الأسابيع الماضية حملة تفتيشية واسعة على العمالة المصرية في المملكة، أوقفت بموجبها آلاف العمال المخالفين لشروط الإقامة، ورحلت نحو ألفي عامل.وتصاعدت مخاوف مصرية خلال الأسابيع الماضية، بشأن استمرار حملة التفتيش والتسفير على العمالة المصرية، قبل أن تكشف وسائل الإعلام عن اتصال رسمي بين مرسي والعاهل الأردني الأسبوع الماضي.وقدرت تقارير صحافية عدد العمال المصريين المخالفين في المملكة، بنحو 320 ألفا من أصل نحو 500 ألف عامل، وتخلل الزيارة بحث الملفين، السوري والفلسطيني، دون الإشارة إلى تفاصيل المباحثات خاصة فيما يتعلق بالموقف الأردني من الأزمة السورية.