كييف ـ جلال ياسين
في ظل تدهور المبادلات التجارية في مجال الأسمدة بين كل من أوكرانيا، من جهة، وروسيا وبلاروسيا من جهة أخرى، نتيجة الحرب، تعتمد السلطات الأوكرانية على المغرب لسد الخصاص المحلي في هاته المادة الرئيسية في المجال الفلاحي.وكشفت أكبر شركة أوكرانية لاستيراد الأسمدة والمنتجات الزراعية بمنطقة البحر الأسود (كيرنل) عن وصول سفينتين من المغرب والأردن إلى ميناء “غدانسك” البولندي محملتين بأسمدة الفوسفاط، ومادة البوتاسيوم، قبل توجيههما إلى الفلاحين الأوكرانيين الذين يعانون من نقص الأسمدة جراء الحرب، إذ تعتمد كييف على موسكو ومينسك بشكل كبير في مجال استيراد المنتجات الزراعية الخام.
وبين بيان الشركة الأوكرانية أن “كييف تواصل سعيها لتنويع قنوات الاستيراد، وتعتمد على دول كالأردن والمملكة المغربية من أجل تعويض تدهور العلاقات التجارية مع المنتجين الروس والبيلاروس نتيجة الحرب”.وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا انتعشت الصادرات المغربية في مجال الفوسفاط، نتيجة الطلب العالمي الذي تضاعف في ظل العقوبات الغربية على الصادرات الروسية التي تضررت بشكل كبير.
إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، يرى أن “هاته الأخبار مهمة لقطاع الفوسفاط المغربي، وتعزز من قوة تواجد المكتب الشريف للفوسفاط على المستوى العالمي”.وأورد العيساوي أن “وصول هاته السفينة المغربية دليل جديد على وفاء المملكة لشركائها الدوليين في ما يخص التزاماتها، وكذا وعودها”.
واعتبر المتحدث عينه أن “الفوسفاط المغربي سيفيد المزارع الأوكرانية بشكل كبير، كما سيعطي للرباط سمعة قوية في هذا المجال، وسيقوي من الموقف المغربي تجاه العلاقات مع روسيا وكييف”.وبحسب المحلل الاقتصادي ذاته فإن “المكتب الشريف للفوسفاط قادر على تعويض الغياب الروسي في أوكرانيا، خاصة أن قطاع الفوسفاط المغربي يتنامى بقوة”.
وخلص المصرح إلى أن “المغرب يحرص على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وذلك في إطار منطق رابح رابح، مع الحرص على تنميتها بشكل متكامل”.
من جانبه سجل عمر الكتاني، محلل اقتصادي، أن “توجيه الفوسفاط المغربي إلى أوكرانيا هو واجب إنساني بشكل كبير، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون الأوكرانيون جراء الحرب”.وأضاف الكتاني أن “الحديث عن وجود استفادة للمملكة في الأزمة الأوكرانية هو أمر غير أخلاقي، بحيث لا يمكن تحقيق الربح على حساب أزمات الدول، وهذا الأمر تحرص عليه المملكة في علاقاتها مع كل من أوكرانيا وروسيا، التي تستحضر فيها الجانب الأخلاقي”.
وأورد المحلل الاقتصادي عينه أن “هذا الأمر يعيد إلينا موضوع الأولوية الوطنية، بحيث يستحسن توجيه الأسمدة التي تصدر للخارج بشكل كبير إلى الفلاحين المحليين، قصد تحقيق إنتاج كبير يسد الخصاص الحاصل”.وشدد المتحدث على أن “المغرب محظوظ بتوفره على هذا الكم الكبير من احتياطات الفوسفاط، وهي نعمة كبيرة وجب استغلالها بشكل أوسع، خاصة في الجانب المحلي”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المكتب الشريف للفوسفاط يحقق معاملات بـ18.2 مليار درهم في الربع الأول