الرباط -المغرب اليوم
دخل المواطنون بجل المدن المغربية خصوصا منها الرباط، سلا، القنيطرة، والدار البيضاء في حالة هلع كبيرة، بعد تناسل الأخبار حول فيروس كورونا المستجد، وتفشيه بشكل سريع في صفوف الأشخاص بجميع مستوياتهم وأعمارهم في ظل عدم الثقة في المعطيات الرسمية، التي عبر أكثرية المواطنين عن عدم الاقتناع بها.
في هذا الإطار التقت جريدة "أخبارنا المغربية" مجموعة من الأشخاص وعاينت هلعهم وإقبالهم غير الطبيعي على شراء المواد الغذائية، حيث أقفلت مثلا مجموعة من الفضاءات التجارية بمدن القنيطرة وسلا والرباط في حدود الساعة الحادية عشر من صبيحة يوم أمس السبت 14 مارس الجاري، بعد نفاذ كل السلع الحيوية بها.
منير أستاذ للعلوم الفيزيائية، يصطحب زوجته معه إلى فضاء تجاري معروف ويتدافع مع باقي الزبناء من أجل الظفر بالمواد الغذائية الأساسية تحسبا لأي طارئ، وافق بكل فرح على الحديث مع الموقع، معتبرا أن هستيريا شراء المواد الغذائية الضرورية شيء طبيعي في هذه الظروف، مشيرا إلى أن توقيف الدراسة لعب دورا كبيرا في الخوف الكبير الذي سيطر على المجتمع نهاية هذا الأسبوع.
في حين يرى عمر الشاب أن المغاربة فقدوا الثقة في الحكومة منذ زمن ليس بالقصير، وأن الظروف تفرض اقتناء جميع المواد الغذائية تحسبا للأسوأ، موضحا أنه يرافق والدته للتسوق من الفضاءات التجارية، وبعدها سيتجهون مباشرة لشراء ثلاجة مبردة لتخزين الخضراوات واللحوم والأسماك.
رانيا وهي موظفة بإحدى القطاعات الحكومية الحيوية، فأكدت في حديثها مع "أخبارنا" أن الأيام أبانت عن عدم مصداقية الحكومة في ظل التخبط الكبير الذي تعانيه، خصوصا فيما يتعلق بالعدد الحقيقي للمصابين، إذن وعلى حد تعبير المتحدثة وجب التبضع تحسبا للأسوأ...
في حين طمأن مجموعة من التجار في تصريحاتهم للموقع، المواطنين مؤكدين أن المواد الأساسية متواجدة بوفرة لحدود الساعة لدى المزودين الكبار وتجار الجملة، ومشددين على أن "تهافت" المواطنين على شراء المواد الغذائية لتخزينها غير مبرر وحتى الكميات وبعض المواد غير منطقية بالمرة...
بالمقابل، يبدو أن تناسل الإشاعات حول فيروس كورونا المستجد، زاد في الطين بلة وعمق الأزمة أكثر، حيث تحول وسائط التواصل الاجتماعي إلى مصدر حقيقي للخبر بالنسبة للمواطن المغربي رغم عدم دقة المعطيات المتوفرة بها.
وحولت الإشاعات المتواترة بشكل كبير حول وباء كورونا، المغاربة إلى جيش من الآلات التي تستجيب بشكل آلي ودون تفكير لكل ما يتم تداوله، حيث لعبت الإشاعة دورا محوريا في "اللهفة" التي غزت المغاربة بخصوص شراء المواد الغذائية وتخزينها.
قد يهمك أيضَا :