الرباط ـ المغرب اليوم
قالت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير) إن قطاع الفواكه الحمراء يُواجه تأخراً في إعداد البرنامج التصديري لسنة 2021، بسبب إجراءات تم اتخاذها من طرف السلطات تحول دون وُصول العمال إلى الوحدات الصناعية.
وأشارت الكونفدرالية، وهي جمعية تُمثل الفدراليات البيمهنية الفلاحية بالمغرب، إلى أن هذا التأخر سيكون في صالح دول أخرى منافسة، مثل تركيا ومصر والبرتغال، تواجه هي الأخرى فيروس كورونا لكن القطاع يحظى بدعم من سلطاتها.
وتنتشر زراعة الفواكه الحمراء في منطقة الغرب، وكانت قبل أسابيع مسرحاً لبؤرة مهنية عرفت تسجيل إصابات بالمئات بفيروس كورونا المستجد، ما جعل السلطات تجري تحقيقاً انتهى بمتابعة مسؤولين عن ثلاث وحدات صناعية بمنطقة لالة ميمونة بإقليم القنيطرة.
ويُتابَع في هذا الملف مُسيرو وحدات صناعية من أجل خرق أحكام المادة الرابعة من قانون الطوارئ الصحية، من خلال الإخلال بالتدابير الوقائية والاحترازية المقررة من طرف السلطات العمومية للحد من انتشار الحالة الوبائية للمرض وضمان سلامة الأشخاص.
وقال محمد العموري، رئيس الكونفدرالية، في تصريح لهسبريس، إن "هناك نوعاً من التحيز والظلم تُجاه قطاع الفواكه الحمراء، لأن هذا القطاع ليس الوحيد الذي شهد ظهور بؤر وبائية، بل شأنه شأن أي قطاع صناعي يُشغل العمال ويسجل إصابات".
وأورد العموري أن "الوحدات الصناعية اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بالفيروس"، وزاد: "العمال يعودون إلى منازلهم كل نهاية يوم، ولا يمكن لمسيري الوحدات أن يتحملوا مسؤوليتهم خارج العمل".
وأردف المتحدث بأن "التجربة التي نعيشها حالياً على المستويين الوطني والعالمي تؤكد أن الانعدام الكلي للمخاطر إلى درجة الصفر أمر مستحيل، وأن بؤراً وبائية قد تظهر بين الفينة والأخرى رغم كل التدابير الوقائية المتخذة".
وشدد العموري في تصريحه على أن "المُستثمرين في هذا القطاع يستحقون الاعتراف والتشجيع عوض المتابعات القضائية في حقهم"، وزاد: "مُنتجونا هُم قبل كل شيء مستثمرون وطنيون، وليسوا مذنبين".
وفي نظر رئيس الكونفدرالية فإن "المعادلة تضم الصحة والاقتصاد، والمطلوب هو وضع مخطط عمل يمكن من مواجهة الجائحة وفي الوقت نفسه رفع مستوى الإنتاج، بهدف تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي والصحي، دون التفريط في أي جانب لتفادي أي تأثيرات سلبية".
وحسب إفادات رئيس "كومادير" فقد حقق قطاع الفواكه الحمراء خلال هذه السنة أداءً متميزاً، لاسيما الحفاظ خلال الأزمة الصحية على 100 ألف منصب شغل مباشر، إضافة إلى 250 ألف منصب غير مباشر مرتبط بالقطاع.
وذكر العموري أن المشتغلين في هذا القطاع بشكل مباشر أُديت أجورهم مباشرةً من طرف مشغليهم دون اللجوء إلى صندوق تدبير جائحة كورونا أو إلى إعانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
ويتجلى من أرقام الكونفدرالية أنه جرى تصدير 170 ألف طن من الفواكه الحمراء خلال موسم 2019-2020، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 24 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي. وساهمت هذه الصادرات في إيرادات بالعملة الصعبة تُقدر بـ6.5 مليارات درهم، أي بنمو 32 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
وأشار العموري إلى أن هذا "الأداء الجيد تحقق في احترام تام للتدابير الصحية، وهو ما جعل قطاع الفواكه الحمراء يفرض نفسه على الصعيد العالمي، وهو مازال يتوفر على طاقات إنتاجية هائلة لم تستغل بعد وعلى إمكانيات كبيرة للتصدير نحو بلدان لم يتم بعد ارتيادها".
قد يهمك ايضا
رئيس "مصارف الإمارات" يوضّح أنّ 3 عوامل تدعم القطاع لتجاوز تحديات الاقتصاد