الرباط- المغرب اليوم
نجح فريق من الباحثين المغاربة المنتمين لجامعة محمد الأول بوجدة، بشراكة مع فريق بحثي ألماني، في تحقيق إنجاز هو الأول من نوعه في إفريقيا، والمتمثل في تحلية وتصفية المياه الجوفية المالحة بالطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الضوئية.
ويعاني سكان المناطق الساحلية بجهة الشرق خصوصا، من ارتفاع ملوحة المياه الجوفية، حيث يتجاوز مستوى الملح المعايير المغربية لمياه الشرب، ونتيجة لذلك فإن هذه المياه غير صالحة للشرب وضارة بالمياه والري، مما دفع بفريق البحث، حسب الدكتور خليل قاسمي، المشرف على مشروع تحلية وتصفية المياه الجوفية المالحة، لاختيار منطقة بوغريبة القروية التابعة لإقليم بركان.
وأكد قاسمي، في تصريح ، أن هذا المشروع يوفر للسكان مياه شرب ذات نوعية جيدة باستخدام الطاقة الشمسية، حيث يوفر احتياجاتهم من إمدادات مياه الشرب منذ شتنبر 2021، مبينا أن السكان بدؤوا في استهلاك المياه التي ينتجها نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية، معبرين عن "رضاهم التام عن نتائج هذا المشروع".
وأضاف ذات المتحدث أن للمشروع تأثيرات إيجابية على المناخ أيضا، حيث لا يتطلب أي وقود أحفوري، مما يمكن اعتباره "صديق للبيئة"، وعمره يعتمد على العمر الافتراضي للألواح الشمسية والألواح الكهروضوئية المستخدمة 25 عاما.
بدورها، أعربت سناء بوهرية، وهي من ساكنة دوار "حمرية" بجماعة بوغريبة القروية عن شكرها الكبير لفريق البحث العلمي وجامعة وجدة، نتيجة هذا الإنجاز العلمي الهام، والذي سيعفيهم، حسب تعبير سناء، من استهلاك المياه ذات الملوحة العالية، والتي كانت تسبب لهم أمراضا عديدة، مؤكدة أن دواوير مجاورة تستفيد هي الأخرى من هذه المياه المعالَجَة وذات الجودة العالية.
يشار إلى أن هذا الماء المقطر يحتوي على ملح منخفض بنسبة 0.04 غرام في اللتر الواحد، كما يوضح تحليل هذا الماء المنتج مع مياه البئر أن خليط 80% من المياه المنتجة مع 20% من ماء البئر يجعل من الممكن استنتاج 120 إلى 124 لترا من مياه الشرب وفقا للمعايير المغربية ومنظمة الصحة العالمية وزارت كاميرا ، مختبر الفريق العلمي المتواجد بكلية العلوم بجامعة وجدة، حيث استعرض الدكتور خليل قاسمي، المشرف على المشروع بالمغرب، في حديث لميكروفون ، مراحل وإنجاز هذا المشروع، والذي بدأ كفكرة سنة 2016، وتم قبول تمويل المشروع عام 2017 من قبل وزارتي التربية الوطنية والبحث العلمي في البلدين، وقامت جمعية الإنسان والبيئة في بركان بتنفيذ أعمال حفر البئر.
وتوالت اللقاءات بين الجانبين المغربي والألماني، حيث بين قاسمي أن الهدف مع الشركاء الألمان هو العمل على هذه التقنية لإنتاج مياه ذات نوعية جيدة ومناسبة للري الزراعي من مياه البحر الأبيض المتوسط.
وأشار ذات المتحدث إلى أنه بدعم من الشركاء تم إنجاز الدراسات النظرية بالمختبر، شارك فيها طلبة ودكاترة باحثين، معربا عن شكره لرئاسة جامعة محمد الأول بوجدة نظير دعمها المستمر والمتواصل لمثل هذه المبادرات العلمية والأكاديمية.
بدوره، اعتبر ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، أن بمثل هذه الإنجازات والاختراعات استطاعت جامعة محمد الأول بوجدة احتلال ترتيب مشرف في عدة تصنيفات عالمية وعربية وإسلامية، مشيرا إلى رئاسة الجامعة تخصص ميزانية ضخمة لدعم البحث العلمي والتطبيقي، وكذا اقتناء معدات وآلات وأجهزة تكنولوجية حديثة.
قد يهمك ايضًا:
اكتشاف بطارية تخزن الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لعدة أيام
أسعار تفضيلية وتكنولوجية مكلفة تهدد إستراتيجية الطاقة الشمسية بالمغرب