سيول - أ.ف.ب
افادت كوريا الجنوبية عن وفاة عاشرة الخميس جراء اصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية، في وقت ادى ظهور المرض من جديد الى تراجع حاد في الحركة الاقتصادية ما ارغم البنك المركزي على خفض معدل الفائدة الرئيسية.
وفي ما يعد اكبر انتشار لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية خارج السعودية، توفي الخميس رجل في الخامسة والستين من العمر جراء فيروس كورونا، اثناء تلقيه العلاج في المستشفى بسبب سرطان في الرئة.
كما افادت سيول عن 14 اصابة جديدة بما في ذلك اول اصابة لامراة حامل ما يرفع الى 122 عدد الاصابات المؤكدة بالفيروس في كوريا الجنوبية بحسب وزارة الصحة.
وسجلت المؤسسات المحلية، بما في ذلك مراكز التسوق ودور السينما والمطاعم والحدائق، انخفاضا حادا في اعمالها بسبب تجنب الناس التواجد في الاماكن العامة المزدحمة.
وقال حاكم البنك المركزي في كوريا الجنوبية لي جو يوول ان تباطؤ الصادرات والمخاوف الناجمة عن فيروس كورونا على الاعمال كانا عاملين اساسيين في قراره خفض معدل الفائدة الرئيسية بربع نقطة مئوية الى 1,5 بالمئة، وهو حد ادنى قياسي.
وقال لي ان "التاثير الفعلي لظهور (المرض) لم يتضح بعد لكننا فكرنا انه من المفضل التصرف بشكل مبكر للحد من تاثيره السلبي .. على الاقتصاد".
واعلن البنك المركزي في بيان "نخشى بصورة خاصة ان تتدهور الاجواء الاقتصادية ونفسية المستهلكين بشكل سريع بسبب ازمة فيروس كورونا بعدما كانت تتحسن مؤخرا".
وكان البنك المركزي خفض توقعاته للنمو الاقتصادي هذه السنة مرتين حتى الان من 3,9% الى 3,4% في كانون الثاني/يناير ثم الى 3,1% في نيسان/ابريل.
والغى هذا الشهر اكثر من 54 الف زائر اجنبي رحلات كانت مقررة الى كوريا الجنوبيةـ بحسب هيئة السياحة الكورية.
واصدرت كونغ كونغ تحذيرا "احمر" ينصح بالغاء اي رحلات غير اساسية الى كوريا الجنوبية فيما تقول سيول ان ارشادات منظمة الصحة العالمية لا تدعو الى مثل هذا القرار.
كذلك رفعت تايوان مستوى تحذيرها من السفر الى كوريا الجنوبية من غير ان تصدر تحذيرا الى مواطنيها من التوجه الى هذا البلد. كما تحض حكومات اخرى في اسيا على لزوم الحذر من غير اصدار تحذير على غرار هونغ كونغ.
وسكان هونغ كونغ عانوا من هذا الفيروس بعدما ادى انتشاره عام 2003 الى وفاة 299 شخصا في هذه المدينة واثار موجة ذعر عمت العالم.
وفيروس كورونا اشد فتكا من فيروس الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" لكنه اقل قدرة منه على الانتشار. وكان سارس حصد نحو 800 ضحية في العالم في 2003.
وتبلغ نسبة الوفيات لدى المصابين بكورونا 35% تقريبا، بحسب منظمة الصحة العالمية، علما بأنه لا يوجد حتى الساعة اي لقاح او علاج لهذا الفيروس.
واجبر الوضع الطارئ في كوريا الجنوبية الرئيسة بارك غوين-هيه على تأجيل زيارة مقررة للولايات المتحدة بين 14 و18 من حزيران/يونيو.
وواجهت ادارة بارك موجة من الانتقادات الحادة اخذت عليها التعامل مع الازمة ببطء شديد وعدم اتخاذ تدابير كافية.
وحض وزير المال شوي كيونغ هوان المواطنين على عدم ابداء ردود فعل مبالغ بها محذرا من ان انتشار المرض قد يلحق ضررا جسيما برابع اكبر اقتصاد في اسيا.
ومن اصل الاصابات ال14 الجديدة التقط ثمانية العدوى في مركز سامسونغ الطبي وهو مركز طبي كبير في جنوب العاصمة سيول والتقط فيه 55 شخصا الفيروس ما يجعل منه اكبر بؤرة للمرض.
ومن الاصابات المؤكدة التي سجلت في المستشفى الخميس امراة عمرها 39 عاما في المرحلة الاخيرة من الحمل.
كما سجلت اصابة اخرى بالفيروس في مستشفى في منطقة هواسيونغ سيتي على مسافة 40 كلم جنوب سيول ويجري التحقيق بشأن خمس اصابات لمعرفة كيف تم التقاط الفيروس.
وفرض الحجر الصحي على اكثر من 3800 شخص كانوا على اتصال قريب مع المصابين سواء في منازلهم او في مستشفيات.
وتم تشخيص اول حالة اصابة مؤكدة بالفيروس في 20 ايار/مايو بعد رحلة الى السعودية.