موسكو - شينخوا
إن مقترح الصين لبناء "مجتمع ذي مصير مشترك" يعد بمثابة مرشد للتعاون في منطقة أوروآسيا وكذا التنمية العالمية، هكذا قال خبيران روسيان.
فقد قال ياكوف برجر، الباحث البارز في معهد دراسات الشرق الأقصى في الأكاديمية الروسية للعلوم، إن نظرة الصين الثاقبة للوضع الدولي سلطت الضوء على علاقات تقوم على الاعتماد ية التبادلية بين جميع الدول وشعوبها.
وأضاف أن "أي محاولة من أي دولة لإذاء الآخرين قد تلحق الضرر بها هي نفسها أيضا في نهاية المطاف".
وانضم إلى برجر خبير روسي آخر في الاتفاق مع التصريحات الصينية التي صدرت عن الرئيس الصيني شي جين بينغ في معهد موسكو للعلاقات الدولية في عام 2013 حيث أشار شي إلى أن العالم يتطور إلى "مجتمع ذي مصير مشترك" تتعمق فيه الاعتمادية التبادلية والتفاعل.
وقال جريغوري تروفيمتشوك من الاتحاد الروسي- الآسيوي لرجال الصناعة ومنظمي الأعمال إن الاقتراح الصيني يتصور إقامة نظام آسيوي يؤثر إيجابا على المجتمع الدولي.
وتوقع أن يبدأ النظام بتعاون اقتصادي "تؤمنه بنية تحتية تربط منطقة أوروآسيا، برا من خلال الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وبحرا من خلال طريق الحرير البحري للقرن الـ21".
واتفق الخبيران في أن بناء "مجتمع ذي مصير مشترك" أمر يهم روسيا على وجه الخصوص.
وذكر تروفيمتشوك أن هذا الاقتراح، إلى جانب مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، يمكن أن يربط منطقة آسيا - الباسيفيك بالاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي الذي تقوده روسيا ويضم أيضا قازاقستان وبيلاروس وأرمينيا وقرغيزستان.
وقال تروفيمتشوك إنه "يتعين على روسيا والصين العمل معا برا وبحرا لتحديد ملامح الفضاء المشترك للتعاون الاقتصادي والرخاء عبر منطقة أوروآسيا".
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الرؤية الصينية ستساعد في القضاء على النزاعات وليس إثارة التنافس في منطقة آسيا- الباسيفيك.
وقال برجر إن موسكو تدعم جهود الصين تجاه إقامة علاقات دولية ذات نمط جديد تتمحور حول التعاون القائم على الكسب المتكافئ كما اتضح من خلال تعمق شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا ومن التعاون الثنائي في القضايا الدولية وغيرها من التحديات المشتركة.
وذكر الخبيران الروسيان أن إقامة "مجتمع ذي مصير مشترك" لن يسمح بهيمنة تقودها أي دولة أو بسعي قصير النظر وراء منافع اقتصادية محضة.
وقال تروفيموتشوك إن "البعض قد يقول إن هذه الرؤية مثالية للغاية في تحقيقها، ولكن من المهم أن تحدد دولة كبيرة مثل الصين هدفا كهذا وتصبح نبراسا للدول الأخرى".