سول - يونهاب
يواجه الاقتصاد الكوري الجنوبي الذي عانى من انخفاض الصادرات والطلب المحلي خلال العام الماضي عقبات مختلفة تتلخص في ثلاثة أساسية هي ضعف النمو في الصين والشكوك الجيوسياسية المحيطة بكوريا الشمالية وضعف أسعار النفط الخام، بحسب ما قاله خبراء أول أمس الخميس 7 كانون الثاني.
تلقى اقتصاد كوريا الجنوبية الذي تعرض بالفعل لهزة شديدة بعد أن قررت الولايات المتحدة رفع أسعار الفائدة في أواخر العام الماضي، ضربة أخرى بعد انهيار سوق الأسهم الصينية وضعف اليوان.
إلا أن ما يجعل الأمور أسوأ إعلان كوريا الشمالية المفاجئ عن اجراء تجربة نووية رابعة ناجحة يوم الاربعاء.
وقد أدت هذه التطورات بالحكومة إلى تعزيز رصد التطورات الخارجية والتداعيات المحتملة مع محاولات لتخفيف توترات السوق المحتملة عبر تنفيذ خطط طوارئ إذا دعت الحاجة.
بعدما تسربت أخبار أن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية أخرى، أكد رئيس لجنة الخدمات المالية ييم جونغ-يونغ أن تأثير الاختبار لن يدوم طويلا وأن أي تداعيات مالية ستكون محدودة.
وأعقب ذلك بيان وزير المالية تشوي كيونغ هوان الذي قال ان الحكومة قادرة على التعامل مع الوضع الراهن.
ومن بين الأكثر تضررا من التطورات الأخيرة غير المتوقعة، البورصة المحلية، حيث تراجعت اسعار اسهم (كوسبي) بنحو 21.1 نقطة أو 1.1 في المئة ليغلق اليوم عند 1,878.68.
أوقفت بورصة الصين التداول في وقت سابق من اليوم بعد أن انخفضت أسعار الأسهم بأكثر من 7 في المئة اعتبارا من يوم الاربعاء.
أما بخصوص الصرف الأجنبي. فقد انتهت العملة الكورية الجنوبية عند 1،200.60 وون مقابل الدولار، بانخفاض 2.7 وون عن إغلاق الجلسة السابقة، في أدنى مستوى منذ 8 سبتمبر من العام الماضي.
وقال مختص مالي إن "التباطؤ الاقتصادي في الصين، وارتفاع أسعار الفائدة الامريكية والمخاطر الجيوسياسية المحيطة بالمنطقة كلها مجتمعة ساهمت في تأجيج المشكلة".
وأضاف أن ضعف الوون الكوري يمكن أن يكون له عواقب سلبية على الاستثمارات وتعرض الشركات المحلية لمخاطر العملة، ولكن إذا استقرت أسعار الصرف يمكن للوون الضعيف أن يجعل السلع المصنوعة محليا أكثر قدرة على المنافسة في الخارج.
وهناك مجال آخر للقلق هو تحرك محتمل من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة لرفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، مما قد يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال من البلاد.
يزيد من تعقيد المسألة الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام الناجمة عن تباطؤ الطلب. أسعار النفط الخام الضعيفة هي علامة على أوقات اقتصادية صعبة قادمة.
وقال خبير اقتصادي إن "التجارة الضعيفة تحد من النمو الاقتصادي في حين أن انخفاض أسعار النفط سيضر حتما بمجال البتروكيماويات العالمي وأسعار النفط المكرر التي تشكل جزء كبير من صادرات كوريا الجنوبية".
انخفضت صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 7.9 في المئة على أساس سنوي في عام 2015 لتبلغ 527.2 مليار دولار.