موسكو ـ وكالات
أعلنت المجموعة النفطية الروسية "روسنفت" انها ستشتري كامل المجموعة المشتركة "تي ان كا-بريتش بتروليوم" في صفقة قيمتها 61 مليار دولار وستجعل الشركة الجديدة أول المجموعة الاولى لانتاج النفط المسجلة في البورصة في العالم. وبعد تكهنات سرت لأشهر، اعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" الاثنين التوصل الى اتفاق لبيع حصتها في "روسنفت" في اطار اتفاق يفترض ان يسمح لها بالحصول على 18,5 %من المجموعة الروسية العامة وتلقي 12,3 مليار دولار. وستحصل "بي بي" في مرحلة اولى على 17,1 مليار دولار نقدا واسهم تمثل 12,84 % من رأس مال "روس نفت". واعتبر إيجور سيشين رئيس مجلس إدارة شركة "روسنفت" خلال لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن شركة" روسنفت" ستصبح من كبريات شركات النفط في العالم،خاصة بعد أنجاز صفقة شراء حصة شركة "بريتش بيتروليوم" البريطانية وحصص بقية المساهمين الروس، اعتبرها المراقبون انجازا سعي لتدعيم النفوذ الروسي في اسواق الطاقة العالمية. الصفقة التي تبلغ قيمة هذه الصفقة نحو ستين بليون دولار،جاءت لتنهي صراعات بين الحكومة الروسية وشركة "THK-BP" الروسية – البريطانية،بدأت منذ عام 2007،وعانت الشركة خلالها من مواجهات مريرة مع الجهات الحكومية الروسية، فتارة مع مصلحة الضرائب التي طالبتها بسداد مستحقات ضريبية تصل لأكثر من بليون دولار،ثم خفضت بقرار المحكمة إلى 120 مليون دولار،وتارة مع وزارة الثروات الطبيعية التي اتهمت الشركة بمخالفة شروط الترخيص الممنوح من الوكالة الفيدرالية لاستثمار الثروات الطبيعية،والتي تلزم الشركة بتوفير كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى 9 بلايين متر مكعب لتغطية احتياجات إقليم "ايركوسك" السيبيري. ونجحت فيها الحكومة الروسية آنذاك في السيطرة علي أهم مشروعات الشركة الاستثمارية في روسيا،وإقنعت شركة "THK-BP" الروسية-البريطانية بالتنازل عن حقل موفيكتنسكي للغاز(الذي تقدر قيمته بنحو 20 بليون دولار،كما قدر احتياطي الغاز في هذا الحقل بحوالي 1900 بليون متر مكعب) مقابل مبلغ بسيط،إضافة إلى تنازلها عن نصف أسهم شركة الغاز في سيبيريا الشرقية لاستثمار حقول الغاز في منطقة شرق الأورال والتي تعود ملكيتها لشركة "THK-BP"،بعد أن وجهت لها اتهامات بمخالفة شروط حماية البيئة التي ينص عليها ترخيص الاستثمار الممنوح لها،وقبل الشريك الأجنبي العرض الروسي لعدم وجود عرض بديل،وحتى لا يخسر بقية استثماراته. والرغم من أن شركة "THK-BP"الروسية – البريطانية كانت قد أعربت عن استعدادها للتعاون مع مؤسسة غاز بروم في استثمار الحقول المذكورة، باعتبار شركة"THK-BP"الروسية–البريطانية لا تتوفر لديها خطوط نقل الغاز اللازمة لاستثمار هذه الحقول،بينما تتوفر لدي شركة غاز بروم إمكانية نقل الغاز إلى الصين وكوريا الجنوبية. لكن هذه المفاوضات أسفرت عن تنازل الشركة البريطانية الروسية عن حق استثمار هذه الحقول. ما اثار تساؤلات حول مستقبل عمل الشركة البريطانية في روسيا، ومستقبل الاستثمارات الغربية في قطاع الطاقة؟ وتجدر الأشارة إلي أن شركة "THK-BP"الروسية – البريطانية حصلت عقب تأسيسها عام 2003 على تراخيص التنقيب واستخراج النفط في عدد من حقول النفط في شرق وغرب سيبيريا وفي إقليم الفولجا،وبلغ إنتاجها عام 2005 أكثر من مليون و800 ألف برميل يومياً،وقدر الخبراء حجم احتياطي النفط الذي كانت تنوي الشركة استثماره حوالي 1.2 بليون طن. الخطوات التي اتخذتها الحكومة الروسية آنذاك دفعت البعض لأعتقاد بأن الكرملين حاول إصلاح سياسة الخصخصة العشوائية التي تمت في منتصف التسعينيات،والتي فسحت المجال للشركات الأميركية والبريطانية والألمانية لتدخل بقوة إلى قطاع الطاقة الروسي، بشكل مباشر أو عبر شركات روسية أسسها أصحاب الحظوة لدى الكرملين من أولئك الذين حصلوا على حق استثمار بعض الحقول الأساسية. فيما أعتبر أخرون أن مساعي الكرملين لاستعادة السيطرة على منابع الثروات الروسية الاستراتيجية، خطوة نحو تأميم قطاع النفط والغاز،خاصة أن الحكومة كانت قد اتخذت بالفعل أجراءات عملية في إطار تطبيق سياسة إغلاق المشاريع الاستثمارية الإستراتيجية الكبرى على المؤسسات الحكومية،وإقصاء الشركات الخاصة عن العمل في هذه المجالات الحيوية بالنسبة للاقتصاد الوطني. وربط المراقبون قانون منع توظيف استثمارات أجنبية في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الروسي الذي صدر في اواخر حكم بوتين في فترته الرئاسية الثانية بما اعتقدوا انه بداية لتأميم مصادر الثروة الأستراتيجية.بأعتبار ان القانون تضمن منعا صريحا لامتلاك الأجانب لحصص في منشآت استراتيجية وفي الشركات الروسية التي تعمل في القطاعات الاستراتيجية إلا بموافقة رئيس الدولة، وحدد الحصة التي يمكن أن يتملكها الأجانب في المؤسسات «الاستراتيجية» بما لا يزيد على 25 % ولم يخطئ سيشين عندما اعتبر صفقة”روس نفت” و"THK-BP" تقترب في حجمها من اتفاقية دمج شركة اكسون موبيل وتوتال وELF.لأن الأمر لم يقتصر علي شراء حصة شركة «بريتش بيتروليوم»ن وانما وقعت”روس نفت” عقدا مع(الفا جروب) لشراء حصتها ايضا في "THK-BP"والتي تبلغ 50 بالمائة وتقدر قيمتها بحوالي 28 بليون دولار.ما يمنح”روس نفت” ملكية لأحتياطي نفطي يزيد بمعدل الضعف عن ملكية شركة"Exxon Mobil"الأمريكية، ويتفوق حجم انتاج النفط من هذه الحقول علي كل انتاج دول الشرق الأوسط باستثناء المملكة السعودية. صفقة من مرحلتين وتنقسم صفقة “روس نفت” مع شركة «بريتش بيتروليوم» إلي مرحلتين: المرحلة الأولي تبيع شركة «بريتش بيتروليوم» حصتها البالغة 50 بالمائة في شركة"THK-BP" الروسية – البريطانية إلي شركة “روس نفت” نظير 17.1 بليون دولار نقدا و 12.84 بالمائة من أسهم "روس نفت". المرحلة الثانية تشتري شركة «بريتش بتروليوم» بمبلغ قدره 4.8 بليون دولار من النقد الذي حصلت عليه 5.66 بالمئة من أسهم “روس نفت” التي تمتلكها الحكومة الروسية. لتصبح المحصلة النهائية لشركة «بريتش بيتروليوم» 18.5 بالمائة مناسهم شركة"روس نفط"، بالأضافة إلي 12.3 بليون دولار. وستبلغ حصة «بريتش بتروليوم» الأجمالية في أسهم شركة "روس نفت" 19.75 بالمائة. ولابد من الإشارة إلي ان العديد من المحللين يشكك في قدرة شركة"روس نفت" علي توسيع نشاطها في روسيا، في نفس الوقت الذي يرون فيه أن هذه الصفقة ستمكن «بريتش بتروليوم» من الخروج دون خسائر،وربما تحقق عائدات من اسهمها في شركة "روس نفت". ويعتبر المراقبون أن في شركة "روس نفت" هي الأداة الحكومية للسيطرة علي قطاع النفط الروسي، حيث تمتلك الحكومة أكثر من 75 بالمائة من اسهمها.وتملك الشركة حقول نفط في غرب سيبيريا،وروسيا الجنوبية والوسطى، وفي تيمان بيتشورا،وشرق سيبيريا والشرق الأقصى وفي القطب الشمالي.ولديها مشروعات في كازاخستان والجزائر وفنزويلا والأمارات.كما تمتلك 50 بالمائة مناسهم شركة "Ruhr Oel GmbH" الألمانية.