عمان ـ بترا
بدأت في باريس فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية للعام 2014 التي ينظمها اتحاد المصارف العربية، تحت عنوان التحولات في الاقتصاد العالمي بحضور نحو300 شخصية تمثل قيادات المؤسسات المصرفية والمالية العربية والاوروبية حسب بيان اصدره الاتحاد اليوم الأربعاء.
وقال ممثل الرئيس الفرنسي في حفل الافتتاح، مستشار الرئيس الاقتصادي والمالي جان جاك بيربري إن نظرة الرئيس الفرنسي لدعم الاقتصاد تتمثل في التركيز على توفير التمويل طويل الأجل لتحقيق النمو المستدام.
وشدد على أهمية قيام اتحاد مصرفي أوروبي على خلفية الأزمة المالية التي هزت العالم واوروبا في العام 2008، لضبط العمل المصرفي ومراقبة اداء المصارف في اوروبا تفاديا لمعاودة تضرر هذا القطاع، كما حصل منذ العام 2010 مع بداية اندلاع الازمة في اليونان.
ووصف بيربري هذا الانجاز بالتاريخي، معتبرا أن اوروبا التزمت بالإجراءات الضرورية التي تمّ اتخاذها لمواجهة الازمات في منطقة اليورو، معترفا بأن العالم تغير خلال السنوات الست الماضية كما تغيرت القواعد في كل انحاء العالم، ما استدعى فرض اجراءات جديدة وصارمة.
وأعرب عن أمله بأن تسهم القمة في تأمين المزيد من التعاون بين اوروبا والعالم العربي.
و قال رئيس اتحاد المصارف العربية محمد بركات إن الظروف الدولية والعربية غاية في الأهمية وبالغة الدقة، يمكن القول عنها انها مرحلة تاريخية في كل متغيراتها، انعكست على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
واعترف أن الحوار المصرفي العربي الفرنسي انطوى على العديد من آليات التعاون التي استهدفت تحقيق تقاربات على مستوى التشغيل البيني المصرفي العربي الاوروبي فيما يخص قوانين مكافحة غسيل الاموال، وتمويل الارهاب والسياسات والاجراءات المعنية بالأزمات التي طالت الاجهزة المصرفية فيما سبق.
وطالب بركات بالتحرك السريع تجاه تيسير سبل تعاون الاقطار العربية والدولية لوضع اطر وحوافز تساعد على استعادة الثقة في الاسواق وتحفز المؤسسات على معاودة تحريك وضخ سيولتها المجمدة في الاقتصادات العالمية مع الاخذ في الاعتبار ضرورة الاستمرار في تطبيق برامج ادارة المخاطر التي اوصت بها لجنة بازل، ومجموعة الاصلاحات الاخرى التي صدرت بشأنها تشريعات لابد من تجسيدها في صورة اجراءات وبرامج توافقية تحظى بالقبول الدولي.
وقال هذه الهزات تفرض علينا التحوط باتخاذ اجراءات جادة ملزمة، وبخاصة فيما يتعلق بتحسين النظام والتشريع المالي العالمي، الذي اصبح موضع اهتمام العديد من المؤسسات المالية والتي اوجزت اولويات عملية الاصلاح المالي في عدة محاور منها ضرورة بناء مؤسسات مالية اكثر صمودا، والعمل على انهاء عمليات التركز في المؤسسات الكبيرة.
وشدد على أهمية العمل على تحويل الشادو بنك (بنوك الظل) إلى تمويل شفاف قادر على الصمود ومستندا إلى السوق وجعل اسواق المشتقات المالية اكثر أمنا.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه إن العالم يعاني أزمة اقتصادية عميقة زاد من اثرها حالة عدم اليقين؛ حيث أن بلدان العالم كافة تحت مطرقة الادارة الضعيفة وسندان التطلع إلى مستقبل أفضل "في وقت تواجهنا تحديات علينا مواجهتها بالمزيد من الحيطة والتعقل".
وأضاف إن جشع أسواق المال وغياب قواعد صلبة أديا إلى أزمات مالية ومصرفية هزت المؤسسات وذلك إلى جانب أن الأزمات السيادية التي طالت عددا من بلدان العالم استدعت اصلاحات هيكلية جديدة وفرض قواعد مالية صارمة لوضع الاقتصاد العالمي الضعيف على سكة الانتعاش.
وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي توقع أن تصل معدلات النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي إلى 6ر3 بالمئة في 2014 وأن تصل إلى 9ر3 بالمئة في 2015.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور طربيه أن إعادة تقوية الاقتصاد العالمي بدأت، إنما يتوجب علينا القيام بالمزيد من الاجراءات.
وعلى الصعيد العربي يرى طربيه أن منطقتنا تغرق في اجواء سياسية اقتصادية وجيواستراتيجية معقدة بوجه عام هذه التحديات المؤلمة والمميتة اصبحت بعض البلدان العربية مسرحا للمعارك ما يزيد من الضعف الاقتصادي واصبحنا في حالة عبور من الفقر الى البؤس وملايين الوظائف اختفت واصبحت حياة ملايين العائلات في خطر مبديا خشيته من ان تنتقل عدوى هذه الظاهرة الى بلدان اخرى في العالم حتى البعيدة منها.
وشدد على مكافحة الفساد وتخفيض العجز في الموازنات منوها بدور القطاع المصرفي الذي يلعب دورا اساسيا في تقوية النمو الاقتصادي، واعتبر أن الصورة ربما تكون قاتمة ولكن هناك أملا لكي تكون الصورة أكثر وضوحا من خلال تعزيز التعاون "ورص الصفوف للوصول الى حلول مشتركة تعزز الاستقرار المالي وأن القطاع المالي هو العربة المحركة للنمو".
وأشادت المديرة العامة لاتحاد المصارف الفرنسية ماري ان بربالاياني بالقمة المصرفية العربية الدولية واعتبرتها مناسبة جيدة لاتحاد المصارف الفرنسية لتعميق التعاون مع اتحاد المصارف العربية.
وأضافت في كلمتها ان البلدان العربية قريبة جدا من اهتماماتنا حيث نتابع بانتظام الاداء المالي في المنطقة العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا خصوصا التي تتمتع بأوضاع اقتصادية جيدة.
واكدت ان هذه القمة تأتي في لحظة حساسة بالنسبة للعالم العربي الذي يشهد تحولات، والاوروبي الذي يشهد تقلبات اقتصادية وخاصة في منطقة اليورو، منوهة بالإصلاحات التي شهدتها منطقة اليورو للخروج من الازمة المتتالية.