واشنطن ـ رولا عيسى
يهدف الاقتراح الجديد لمالك "إكس" ("تويتر" سابقاً)، إيلون ماسك، بتقاضي "مبلغ شهري صغير"، نظير استخدام الشبكة الاجتماعية، إلى الحد من عدد الحسابات الآلية عليها. ومع أنها خطوة منطقية اقتصادياً، لكن يمكنها كذلك أن "تقضي" على قاعدة مستخدمي الشبكة، وفقاً لخبراء.
وقال ماسك يوم الإثنين، إن الشركة "تتجه نحو فرض دفع مبلغ شهري صغير في مقابل استخدام نظام إكس".
وأوضح أنها في رأيه "الطريقة الوحيدة (...) لمحاربة جيوش هائلة من الحسابات الآلية".
وأضاف أن "الحساب الآلي يكلّف جزءاً صغيراً من السنت - ولنقل إنه عُشر سنت - ولكن إذا توجّب على شخص ما أن يدفع ولو بضعة دولارات، وهو مبلغ بسيط، فإن التكلفة الفعلية للروبوتات (ستصبح) مرتفعة جداً".واثار هذا الطرح سخط مستخدمي الشبكة الاجتماعية الذين بات عددهم "550 مليوناً شهرياً"، وفقاً لماسك. واعتبارا من مايو 2022، أفادت "إكس" بأن عدد مستخدميها النشطين يومياً يبلغ نحو 230 مليوناً.
وقال الكاتب في موقع "بيزنس إنسايدر" إد زيترون، وهو أيضاً رئيس شركة علاقات إعلامية، إن من شأن هذه الخطوة، "إذا أقدم عليها (ماسك) فعلاً، أن تقتل الموقع". وأضاف "بغضّ النظر عن التكلفة. معظم الناس لن يدفعوا... سيقتل ذلك الموقع وعائدات الإعلانات بضربة واحدة. إنه أمر لا يُصدَّق".
وأجرى ماسك عدداً كبيراً من التغييرات في "تويتر" منذ استحواذه على الشبكة في مقابل 44 مليار دولار في تشرين أكتوبر 2022.
ومن هذه التغييرات صرفه آلاف الموظفين، وتوفير الشبكة خياراً بين صيغة لقاء رسم وأخرى من دون مقابل، وإلغاء الإشراف على المحتوى، وإعادة الحسابات التي حُظرت سابقاً، ومنها حسابات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وفي يوليو، أفاد ماسك بأن المنصة فقدت نحو نصف إيراداتها الإعلانية.
"تدمير القيمة"
ولم يتحقق النجاح المرجوّ من اعتماد خدمة "تويتر بلو" Twitter Blue، وهو اشتراك لقاء رسم يراوح بين ثمانية دولارات و11 دولاراً شهرياً يوفر عدداً من الامتيازات، من بينها الحصول على العلامة الزرقاء على الملف الشخصي للمستخدم، والإفادة تالياً من انتشار أوسع بفضل خوارزميات المنصة، وإمكان نشر تغريدات ومقاطع فيديو أطول، وإلغاء منشور أو تعديله.
وأظهرت بيانات مبتكر البرمجيات المتخصص في الشبكات الاجتماعية ترافيس براون أن الاشتراك في الخدمة اقتصر على أقل من 5 في المئة من الحسابات البالغ عددها 407 آلاف التي كانت تحمل الشارة الزرقاء المجانية القديمة.
ورأى مدير "بيزنس آبس" جيمس كوبر، في تقرير لوكالة فرانس برس أن فرض تويتر رسوماً على مستخدميها "خيار جيد لها من زاوية النموذج الاقتصادي"، لأن الشركة "لم تتمكن إطلاقاً من إنشاء نظام إعلان ذي فاعلية بالمقارنة مع شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى" مثل مجموعة "ميتا".
لكنه لاحظ أن "قيمة تويتر تكمن في تأثير الشبكة، المتمثل في وجود قاعدة كبيرة من المستخدمين، ومن شأن فرض رسوم شاملة على الخدمة أن يؤدي إلى تدمير قاعدة مستخدمي المنصة وبالتالي تدمير القيمة التي تمثلها الشبكة".
وإذ ذكّر مدير وكالة "آبتوبيا" آدم بلاكر بأن "الموقع كان مجانياً منذ إطلاقه عام 2006"، قال "ثمة بدائل مجانية أصبحت متوافرة، والمنتج أصلاً في تراجع منذ عام تقريباً، فبالتالي لماذا الدفع؟".
وأضاف "أعتقد أن فرض أي نوع من الرسوم - حتى لو كان 99 سنتاً شهرياً- سيؤدي فوراً تقريباً إلى ملايين الاشتراكات الجديدة في (ثريدز) التابعة لشركة ميتا"، في إشارة إلى الشبكة الاجتماعية الجديدة التي أطلقتها مجموعة مارك زوكربرغ في يوليو.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :