الخرطوم ـ وكالات
هوى سعر صرف العملة السودانية، الجنيه، الى ادنى مستوى له امام الدولار الامريكي ليصل سعر الدولار الى 6.5 جنيه سوداني في السوق السوداء بينما سعره الرسمي 4.4 جنيه سوداني.وقال متعاملون في السوق السودانية إن الجنيه السوداني انخفض الى مستوى تاريخي أمام الدولار في السوق السوداء وقد يتلقى ضربة أخرى مع تبدد الآمال في استئناف سريع لصادرات النفط من جنوب السودان.وانخفضت قيمة الجنيه السوداني أكثر من النصف منذ انفصال الجنوب في يوليو/تموز 2011 آخذا معه ثلاثة أرباع انتاج البلاد من النفط. وبالاضافة إلى كونه مصدرا كبيرا للعائدات بالنسبة للسودان، يوفر النفط أيضا العملة الصعبة اللازمة للاستيراد.ورفع شح العملة الصعبة التضخم السنوي إلى نسبة 45 في المئة في أكتوبر/تشرين الأول.وتفاقمت الأزمة بعدما أوقف جنوب السودان انتاج النفط في يناير/كانون الثاني، وسط خلاف بشأن الرسوم التي يلزمه دفعها للخرطوم لنقل الخام الى ميناء يستخدم بنية أساسية سودانية.واتفق الطرفان في سبتمبر/أيلول على اسئتناف تصدير النفط لكنهما لم يتمكنا من الاتفاق على انشاء منطقة أمنية حدودية أولا وهو شرط لاسئتناف النفط. ويجري الجانبان محادثات في الخرطوم هذا الأسبوع لانهاء الأزمة، لكن متعاملين في سوق الصرف قالوا انه ليس لديهم أمل يذكر في تحسن شح المعروض من الدولار في السودان في أي وقت قريب.وقال متعامل في السوق السوداء التي أصبحت السوق الرئيسية الآن: "لا توجد دولارات في الخرطوم والأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم. أنت بحاجة للدولارات الآن ومن غير الواضح على الاطلاق متى سيتم استئناف الصادرات النفطية. سيحدث ذلك متأخرا إن حدث أصلا."وأضاف المتعامل لوكالة رويترز: "اعتقد أن المعدل سيصل إلى سبعة جنيهات بنهاية العام"، مكررا توقعات لمتعاملين آخرين.وقال: "هناك فجوة آخذة في الاتساع بين العرض والطلب على الدولار."وحاول البنك المركزي السوداني على مدى الاسابيع القليلة الماضية تهدئة الوضع بالقول مرارا إنه سيمد الأسواق بالعملة الصعبة.لكن مسؤولا تنفيذيا في شركة استيراد قال: "من المستحيل تقريبا القيام بأعمال في السودان في الوقت الحالي مع تغير سعر الصرف. لا استطيع القيام بأي معاملات."وكان من المقرر أن يستأنف جنوب السودان انتاج النفط في 15 نوفمبر/تشرين الثاني على أن تصل أول شحنة إلى الأسواق في يناير. لكن هذا الجدول لم يعد واقعيا بعدما أجلت جوبا استئناف انتاج النفط الشهر الماضي متهمة السودان بوضع عقبات جديدة في طريق عملية الاستئناف.وكان البنك المركزي السوداني خفض في يونيو/حزيران قيمة الجنيه بتقليص قيمته إلى النصف تقريبا في محاولة لانهاء فجوة مع سعر السوق السوداء لكن الفجوة تتسع منذ ذلك الحين.