دبى--المغرب اليوم
أكد وزير الاقتصاد الإماراتي، المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، أن القفزة اللافتة التي حققتها دولة الإمارات في نتائج "الكتاب السنوي للتنافسية العالمية" لعام 2017، وانضمامها إلى قائمة الدول العشر الأولى في مجال التنافسية، تبعث برسالة واضحة عن قوة اقتصاد الدولة وريادتها إقليميًا وعالميًا في توفير مقومات النمو والاستدامة للأعمال والاستثمارات، مبينًا، في تصريح صحافي، أن تقدم الإمارات خمس مراتب على المؤشر العام للتقرير، فضلاً عن تبوئها المركز الأول عربيًا وإقليميًا في مجال التنافسية، يقدم مرة أخرى دليلاً على وضوح الرؤية الاستراتيجية للدولة، وكفاءة سياساتها التنموية وفعالية النموذج المستدام الذي تتبناه في ارتقاء سلم الريادة العالمية.
وذكر المنصوري أن نتائج المؤشرات الفرعية لمحاور التقرير تكشف عن قراءة بالغة الأهمية بشأن كفاءة السياسات والإجراءات التي اعتمدتها دولة الإمارات لتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة فيها، إذ تبوأت الدولة المركز الخامس عالميًا في محور الأداء الاقتصادي، والثاني عالميًا في محور كفاءة قطاع الأعمال، وجاءت في المرتبة الرابعة في محور الكفاءة الحكومية، فضلاً عن تبوئها المركز الأول في العديد من المؤشرات الفرعية لهذه المحاور. وأكد أن هذا الإنجاز المتميز هو ثمرة طبيعية لرؤية وتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث كانت تلك التوجيهات هي المحرك الأول لإطلاق الجهود وتعزيز التعاون وتكامل الأدوار بين مختلف الجهات المعنية في الدولة، الأمر الذي ساهم في إحراز هذه النتيجة الطيبة التي تمثل مبعث فخر واعتزاز لدولة الإمارات.
وقال المنصوري: "نحن ننظر إلى النتائج التي تحققت في مختلف المحاور التي تضمنها تقرير الكتاب العالمي للتنافسية، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، باعتبارها مقياسًا عالميًا لمدى النجاح والتقدم الذي أحرزته الإمارات في مختلف المجالات المتعلقة بالتنافسية، وفي الوقت نفسه منطلقًا وخريطة طريق لمزيد من التقييم والتخطيط المستقبلي الهادف إلى استدامة هذا المسار التنموي، حتى بلوغ الإمارات المركز الأول في التنافسية العالمية، كما أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشيرًا إلى أن ما تحقق من نتائج متقدمة على مؤشر التنافسية ينسجم بصورة كبيرة مع الجهود المتواصلة، التي بذلتها مختلف الجهات المعنية في الدولة، في إطار محددات "رؤية الإمارات 2021"، والسعي إلى بناء اقتصاد تنافسي عالمي متنوع مبني على المعرفة والابتكار، وبقيادة كفاءات وطنية، حيث تستمر جهود تعزيز التنوع الاقتصادي للدولة وتنمية القطاعات المستدامة وذات الإنتاجية العالية، وتشجيع التكنولوجيا المتقدمة، فضلاً عن التطوير المستمر للبنى التحتية وتحديث الإطار التشريعي والتنظيمي المحفز لنمو الأعمال والاستثمارات والأنشطة التجارية المتنوعة.
وشدد المنصوري على استمرار الجهود الوطنية الاستثنائية الرامية إلى الارتقاء بالمكانة التنافسية لدولة الإمارات، وتبوئها المكانة التي تستحقها بجدارة في قمة سلم الريادة العالمية في ميادين التنافسية المختلفة.
ومن ناحية أخرى، كرمت وزارة الاقتصاد مجموعة من المبدعين والمخترعين الذين شاركوا في معرض "ابتكار فمعيشةٌ أعذب"، الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع "دلما مول" في أبو ظبي، ضمن فعاليتها الاحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية لعام 2017، والتي تأتي في إطار جهود الوزارة لنشر الوعي بأهمية الملكية الفكرية في تحقيق التنمية، وقام بالتكريم كل من وكيل الوزارة المساعد لقطاع الملكية الفكرية، الدكتور علي إبراهيم الحوسني، ومدير إدارة المصنفات الفكرية، فوزي الجابري، ومدير إدارة الملكية الصناعية في الوزارة، خلفان السويدي.
وشمل التكريم المشاركين في المعرض من مختلف الجهات الحكومية، ومنها وزارة الداخلية، والقيادة العامة لشرطة أبو ظبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، والأرشيف الوطني، وأبو ظبي للإعلام، والنيابة العامة في رأس الخيمة، إضافة إلى المشاركين من القطاع الخاص من أصحاب العلامات التجارية، والمؤلفين، والمخترعين، الذين أعاروا التجربة كل اهتمامهم، وقدموا نماذج متفردة من الابتكارات التي شملت مختلف أصناف الملكية الفكرية. وأكد الحوسني، في كلمته خلال حفلة التكريم، أن التكريم يمثل ثمرة للتعاون البناء مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأفراد المعنيين، لترك بصمة مؤثرة في مجالات الإبداع والابتكار المتنوعة، ويأتي احتفاءً بالطاقات الفذة التي تثبت يومًا بعد يوم أهمية الثروة البشرية التي تتمتع بها الإمارات، وتعبيرًا عن دعم الوزارة لما تقدمه الكفاءات الوطنية من جهود إبداعية تعزز الفائدة المرجوة من ثمار الابتكار.
وأشار إلى أن رأس المال البشري، الزاخر بالأفكار الخلاقة والمواهب الإبداعية، هو قاطرة التقدم للوصول إلى ما تطلعت إليه "رؤية الإمارات 2021"، ببناء مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، بقيادة كفاءات وطنية متسلحة بأرقى الآداب وأفضل العلوم. وهنأ مدير معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، جمال الجسمي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وحكام الإمارات بحصول الدولة على المركز الأول إقليميًا، والعاشر عالميًا، ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم، استنادًا إلى ما كشف عنه أحدث إصدار لتقرير "الكتاب السنوي للتنافسية العالمية" لعام 2017.
وقال الجسمي: "إن هذه المراتب المتقدمة للدولة كانت نتاجًا للسياسة الحكيمة، التي تنتهجها الإمارات في ظل القيادة الرشيدة والرؤية التي تعكس حجم الجهود المُنظّمة التي تبذلها جميع الجهات والفعاليات في الدولة، في ظل استراتيجية وطنية طموحة".