الرباط - المغرب اليوم
من بين أهمّ الأروقة التي لا ينقطع عليها إقبال الزوار في معرض "أليوتيس" للصيد البحري بمدينة أكادير رواق "حوتْ بلادي"، ومردّ ذلك إلى أنّ الزائر يستطيع أن يتناول مختلف أنواع "الحوت" المغربي بالمجان.
طوابيرُ زوار معرض "أليوتيس"، وهم ينتظرون أمام رواق "حوت بلادي"، ماسكين في أيديهم صحونا بلاستيكية، في انتظار أن تجود أيادي الطباخين المهرة ببضع قطع من السمك "المنسمّة" بالأعشاب، توحي بأن المغاربة شعب شغوف بتناول الأسماك.
لكنّ أرقام المكتب الوطني للصيد تكشف عكس ذلك، إذ إنّ المغرب، ورغم كونه من أكبر منتجي الأسماك في العالم، إذ يحتل الرتبة 25، فإن متوسط استهلاك المواطن المغربي من هذا المنتج لا يتعدى ما بين 10 و12 كيلوغراما في السنة.
هذا الرقم يظل بعيدا عن متوسط الاستهلاك العالمي من الأسماك، والذي يصل إلى 17 كيلوغراما في السنة، حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
وكانت وزارة الفلاحة أطلقت إستراتيجية لتشجيع المغاربة على استهلاك المنتجات البحرية، ترتكز على التحسيس بالفوائد الغذائية والصحية للسمك، وأحدثت لهذا الغرض برنامج "حوت بلادي من خير بلادي"، ومن بين أهدافه التعريف بمنتجات البحر المغربية وترويجها على الصعيدين الوطني والدولي.
لكن يبدو أنّ الأسعار المرتفعة للسمك في المغرب، رغم وفرة إنتاجه من الصيد البحري، مازالت عائقا يحول دون استهلاك للمغاربة لـ"حوت" بلدهم، على الأقل في حدود للمتوسط العالمي.
وقد استأثر هذا الموضوع بحيز من الأسئلة التي طرحها الصحافيون على وزير الفلاحة والصيد البحري في ندوة افتتاح معرض "أليوتيس" ل الصيد البحري بأكادير.
وربط الوزير في رده على أسئلة الصحافيين غلاء أسعار السمك في المغرب بغياب الحكامة في تدبير مرحلة ما بعد الصيد، قائلا إن وزارته تعمل على إقرار هذه الحكامة. وفي انتظار أن يتحقق ذلك، يستمر برنامج "حوت بلادي" في الترويج للأسماك المغربية، أملا في أن يأتي يوم يستطيع المواطن المغربي تناولها متى شاء، دون انتظار المعارض لتناولها بالمجان.