الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

الموسيقا الإلهية أو صوت الصمت كتاب للباحث في شؤون النفس والإنسان أوشو ترجمها جلال أبو رايد وهو كتاب يبحث في أعماق النفس البشرية وآفاقها بشكل سردي قريب من أسلوب الرواية في الإثارة والتشويق. ويرى أوشو أن هذا العالم الذي يدعي التحضر ينقصه كثير من الثقافة فهو لم يتمكن حتى الآن من معرفة التعمق الداخلي للإنسان متجاهلاً أن هناك شعوبا عملت ولآلاف السنين لتحقيق غاية نبيلة وهي معرفة هذا العمق الذي افتقدته كثير من الشعوب إضافة إلى العرب بسبب قيود حضارات مزيفة أو خضوع مغلوط للأديان. /صوت الصمت/ هي عبارة مترجمة عن السنسكريتية حيث عمل سكان التيبت لألفي عام متواصلة للبحث في الداخل الإنساني فهي موسيقا تعجز آذاننا الخارجية عن سماعها مثل ما تعجز أعيننا عن رؤيتها. ويضيف أوشو اعتدنا كبشر على القول بأننا نمتلك خمس حواس خارجية نعرفها جميعاً وهناك حاسة سادسة في الأذن لم ندركها إلا حديثاً وهي حاسة التوازن وهناك من يسمي معرفة الماضي والمستقبل حاسة سادسة ولكن هذه الأمور بديهية. ويرى أوشو أن التوازن هو الحاسة السادسة معتبراً أن هذا الأمر أكثر صحة لأن مقر الحواس هو الجسد الأول ومهمتها إدراك العالم الأرضي عندما يشعر الإنسان بدوار شديد أو يصل إلى حالة الثمل فيترنح يعني أن حاسة التوازن هي المعتلة. وفي بحثه يصل إلى نتيجة أن هناك ست حواس للعالم الخارجي في الإنسان وتوجد ست مماثلة للعالم الداخلي وعندما تعجز الحواس عن إدراك العالم بشكل من الأشكال فلا يعني ذلك عدم وجوده لأن الحواس الداخلية تدركه تمام الإدراك. ويلفت أوشو إلى أن هناك صوتا يسميه صوت الله يظهر في داخل الإنسان عند اختفاء كل شيء من وجوده فيتحرر من الأفكار والأحلام والتوقعات هذا الصوت مسكون بالانسجام إنها موسيقا الصمت لا تتردد باللسان فهي سر من أسرار الوجود والشفافية وهي ليست جزءا من اي لغة وما نحكيه عنها هي رموز ودلالات فقط. ويشير أوشو في كتابه الذي ترجمه جلال أبو رايد إلى أن الموسيقا ولا سيما الموسيقا الكلاسيكية حاولت تحقيق صوت الصمت لكن الأصوات أوقعتها بالفشل لأن ما يقوم به الموسيقي هو فجوات وفترات انقطاع تخل بالمعنى الحقيقي المنشود للصمت. ويصل معنى موسيقا الصمت إلى أعماق الإنسان ويعمل على تنقيته من النوبات العصبية والجنون والإصابة بالخوف وهذا ما يخدم الإنسان في كثير من المواقف وأن هناك بعض الدول التي حاولت أن تستخدم هذه الموسيقا في الحروب لأن الجندي الذي تصله مثل هذه الحالة تتجلى فيه العدالة المطلقة معتبراً أن تجربة الشعب التيبيتي تبقى مختبراً في البحث للداخل الإنساني. وفي الكتاب يشير الكاتب إلى أن فلاسفة الغرب أجمعوا رغم اختلاف اتجاهاتهم على عدة أمور منها أن الحياة ليست سوى ضجر وتوتر وغضب وفوضى ولا معنى لها وأنه من غير المجدي البحث عن مساحات للسعادة فيها لأن ذلك غير موجود ومثل هؤلاء الفلاسفة قد يكون لهم أتباع دون أن يدركوا أن هذا أمر فادح الغلط لافتاً إلى أن الإنسان بإمكانه أن يصل إلى السعادة دائماً معتبراً أن البكاء الذي يأتي بسبب الحزن قد يصل أحياناً بالإنسان إلى السعادة. ويعتبر أوشو أن الإنسان يبقى جاهلاً حتى مراحل حياته الأخيرة وعليه أن يتعلم لأنه لم يلم إلا بالشيء القليل مستشهداً بقول سقراط لمريديه في لحظات حياته الأخيرة فهو اعتاد أن يظن نفسه ملماً بالكثير وعندما كبر عرف بأنه أصبح أقل علماً فعندما اعترف بذلك أمام الناس استغربوا الأمر كثيراً ما يدل في رأي الحكماء على سعة عقله وحكمته. ويذكر أوشو بحسب الكتاب أن سقراط قسم الناس إلى فئتين عارفين جاهلين وجاهلين عارفين وهذه الفئة الثانية هي من يحكم ويتحكم بالعالم وهي فئة من يدعي أنه يعلم شيئاً مما تسبب بتدمير الأشياء الجميلة حتى براءة الطفولة. ويبحث الكتاب في الظواهر الروحية بعيداً عن منطلقات الفكر معتبراً أن الحكمة والعقلانية تتدفق من القلب إلى اللسان حيث تباينت الأفكار واختلفت دون أن تصل إلى نتيجة حتمية أو منطلقات منهجية تدل على ثبوت هذه النظرية. يذكر أن الكتاب من منشورات دار رسلان للطباعة والنشر يقع في 250 صفحة من القطع المتوسط.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة