الرئيسية » مراجعة كتب

عمان - بترا

عقد منتدى الفكر العربي في قاعة الحسن بن طلال مساء الاثنين لقاء علميا لمناقشة كتاب الأدب الأندلسي في الدراسات الاستشراقية البريطانية الصادر حديثاً عن هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة , للباحثة الاردنية الدكتورة رشا الخطيب . واشار عضو المنتدى الدكتور صلاح جرار نائب رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية الى اهمية اللقاء في توجيه طلبة الدراسات العُليا والباحثين في الدراسات الأدبية والتاريخ الثقافي، ومنها الدراسات الأندلسية، الى التخلّي عن النمطية في اختيار موضوعات بحوثهم ، والتعامل معها بنظرات جديدة وغير تقليدية، تؤدي إلى المزيد من الكشف العلمي المنهجي عن عناصر الثراء الفكري والحضاري في التراث الأندلسي والكنوز الإبداعية في الحضارة العربية والإسلامية وصونها واستلهام معطياتها. وأكد ضرورة الحفاظ على النظرة العلمية الموضوعية المجردة من الأحكام المسبقة في الدراسات التي تتناول جهود الآخرين فيما يتعلق بتراث العرب والمسلمين الأدبي والفكري وحضارتهم مشيراً إلى ما قدمه الأساتذة الرواد العرب في العصر الحديث في حقل الدراسات الأندلسية من بلدان عربية مختلفة ، ومن بينهم في الأردن الدكتور إحسان عباس والدكتور عبد الكريم خليفة، اضافة الى عدد كبير من المستشرقين والمستعربين ، ولا سيما من الإسبان . وأثنى الدكتور جرار وزير الثقافة سابقا على الجهد المتميز الذي قدمته الدكتورة الخطيب في كتابها والمنهجية التي اتبعتها في معالجة موضوع البحث ، واستثمار إجادتها للغة الإنجليزية خصوصاً في الاطلاع على مصادر ومراجع بهذه اللغة تتصل بالموضوع مباشرة ً، وعدّ كتابها إضافة ذات قيمة في ميدان الدراسات المتعلقة بالأدب الأندلسي واستقباله في الغرب الأوروبي. وتحدثت الخطيب عن تجربتها في إعداد هذه الدراسة والصعوبات التي واجهتها، مستعرضة مضامين فصول الكتاب، وقالت إن من أهم ما توصلت إليه من نتائج هو أن المدرسة الاستشراقية البريطانية جزء من النظرة الغربية العامة تجاه الأندلس، إلا أن ما يميز عمل المستشرقين والباحثين في بريطانيا في مجال الدراسات الأندلسية عامة هو أن عملهم جاء لإثبات حضور بريطانيا في هذا المجال من الدراسات، الذي كان حكراً على مدارس أخرى فيما مضى، وبيان أن اهتمامات بريطانيا بمناطق شرقية محددة بناءً على متطلبات نفوذها الاستعماري السابق لا يمنع من ارتياد آفاق جديدة من البحوث الشرقية . وأكدت وهي أستاذة الأدب العربي والمحاضِرة في جامعة الزيتونة والجامعة العربية المفتوحة , أن الصورة مع مطلع القرن الحادي والعشرين أصبحت مختلفة تماماً، إذ لا يستطيع دارس الأدب الأندلسي اليوم أن يتجاوز أعمالاً مهمة في هذا المجال أنجزها باحثون في بريطانيا. وقدَّم استاذ الادب الاندلسي والمغربي في جامعة مؤتة الدكتور فايز القيسي مراجعة نقديّة للكتاب أشار فيها إلى أن المؤلِّفة نجحت في سعيها إلى رصد ما أنجزه المستشرقون والباحثون في بريطانيا في مجال الأدب الأندلسي، وتمكنت من استقراء تلك الجهود ووصفها وتقييمها وبيان منزلتها من الجهود الأوروبية في دراسة أدب الأندلس، في إطار الاستشراق الذي يمثل جهداً علمياً غربياً لدراسة حضارة الشرق وتراثه والاهتمام به، بعيداً عن ربطه بواقع المستشرقين وغايتهم ودوافعهم السياسية والدينية المختلفة. واعتبر هذا الكتاب أول دراسة عربية في ميدان دراسة الأدب الأندلسي عند المستشرقين البريطانيين، وثالث دراسة عالمية تتناول هذا الموضوع بعد دراستين لباحثين بريطانيين هما ليونارد باتريك هارفي، وريتشارد هتشكوك. وقال: إن الباحثة لم تخضع في دراستها لأحكام مسبقة، أو لآراء نمطية حول الاستشراق، وكتابها يسعى إلى كشف الحقيقة العلمية وإنصاف الآخرين وتقدير جهودهم، وينبه إلى نماذج مهمة من دراسات المستشرقين في دراسة الأدب الأندلسي، ما يسهم في إضاءة كثير من جوانب تراثنا في الأندلس التي ما تزال بحاجة إلى البحث والدراسة. وكان مساعد أمين عام المنتدى كايد هاشم ألقى كلمة في مستهل اللقاء باسم الأمانة العامة لمنتدى الفكر العربي وأمينها العام الدكتور الصادق الفقيه، أشار فيها إلى تشجيع المنتدى، الذي يرأسه سمو الأمير الحسن بن طلال، ومساندته وإسهامه في التعريف بالجهود الفكرية المتميزة، خاصة تلك التي يقوم بها الجيل الجديد من الأكاديميين والباحثين العرب، والتي يقدمون فيها إضافة معرفية وقيمة علمية وبحثية، ضمن رؤية المنتدى النهضوية للإسهام في تعزيز الوعي بالمرتكزات الحضارية العربية والإسلامية، وتعزيز الإغناء الثقافي، وأُسس المشتركات الإنسانية، فضلاً عن تشجيع إنتاج الفكر القائم على البحث والتفكير العلمي. وقال إن التجربة الحضارية الأندلسية الفريدة في التاريخ الإنساني، بفكرها وأدبها وفنونها وآثارها وبكل مكوناتها وامتداداتها الوجدانية والمادية، ما تزال موضوعاً مثيراً للفكر والبحث والدرس في العالم العربي والإسلامي بمشرقه ومغربه ، كما في الغرب، ولا سيما لدى الإسبان الذين نشترك وإياهم في هذا التراث، وكذلك في باقي الدول الأوروبية وأميركا على تفاوت درجات الاهتمام بتراث الأندلس في هذه الدول, مشيراً إلى أن الخصوصيّة الأندلسية ارتفعت فوق الطوابع المرحلية والآنية لعلاقات الشرق بالغرب، بما تمثله من روافع وجسور الاتصال الحضاري بينهما، كما سَمَت هذه الخصوصية على الصراعات لتظل شاهداً على العمق المعرفي الذي حفرته حضارة العرب والإسلام قيماً ومبادىء ومرتكزات في ارتقاء المسيرة الإنسانية والعقل الإنساني. وأوضح خلال اللقاء الذي حضره جمهور من الأكاديميين والباحثين والمثقفين والمعنيين وعدد من أعضاء المنتدى ,وجاء ضمن سلسلة لقاءات نادي الكتاب , أن منتدى الفكر العربي معني بمسار الدراسات الأندلسية في سياق رصد وإبراز أثر الفكر العربي والإسلامي في الفكر العالمي .

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة