يعتبر كتاب (سجع المنثور) الصادر حديثا ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية بالرياض من بين اشهر كتابات مؤلفه ابي منصور الثعالبي التي لم تنشر من قبل، حيث عمل على دراسته وتحقيقه استاذ النقد الادبي والبلاغة بجامعتي طنطا وجازان الدكتور اسامة البحيري. ويوثق المحقق البحيري في الكتاب لتفاصيل ومنهجية قراءته وبحثه في موروث الثعالبي عبر اطلاع القارئ على مجموعات من مؤلفات الثعالبي المطبوعة والمخطوطة والمفقودة وآراء العلماء القدماء والمحدثين بجهوده في مجالات المعرفة التي طرقها في اكثر من حقل. كما احتوى الاصدار حسب تقسيم الثعالبي على مقدمة قصيرة وخمسة عشر بابا، اوسعها حجما باب الصفات الممدوحة واصغرها باب السجع. وعاش الثعالبي حوالي ثمانين عاما امضاها في الترحال والتأليف والتحصيل العلمي، وترك موروثا معرفيا اثرى فيه حقول العلوم اللغوية والأدب والتاريخ والمعارف العامة منها موسوعته الشعرية الشهيرة (يتيمة الدهر في محاسن اهل العصر) التي ترجم فيها لمعظم البلاد الاسلامية ومن نبغ فيها من شعراء العربية من الاندلس غربا حتى اقصى الشرق، وغدا منهجه في الموسوعة رائدا لكثير من المؤلفين الذين نسجوا على منواله . ويشير الدكتور البحيري في دراسته الى تنبه الثعالبي الى فائدة التخصص واهميته في إضفاء المنهجية العلمية على مؤلفاته التي تميزت بصغر الحجم ووضوح الاسلوب وسهولة التراكيب. ويشكل الكتاب اضافة الى المكتبة العربية التراثية حيث لم يسبق نشره.