بكين - المغرب اليوم
أصدر الدار العربية للعلوم، الكتاب الجديد من حيث الشكل والمضمون في أدب الأطفال الصيني، "أجمل الأصوات"، فقليلة هي الكتب التي تهتم بالفن الخرافي، وتأثيره في التربية والتنشئة الاجتماعية للأطفال. ويحتوي الكتاب على سبعة قصص قصيرة مصورة ومرفقة برسومات ملونة جذابة كعامل مساعد في توصيل الأفكار إلى عقول صغارنا بكل سهولة ويسر. ففي القصة المعنونة "المنزلُ الخشبيُّ منزلُ الورودِ"، ثمة علاقة غير متكافئة في القوة بين الذئب والأرنب، كاد الذئب يتغلب فيها على الأرنب الصغير في الغابة، لولا استخدام الأخير عقله وذكائه في إيهام الذئب أنهُ يبحث عنه في المكان الخطأ. ما جعل من الأرنب يهتف "يا لَهُ من ذئبٍ غبيٍّ! إنَّهُ غبيٍّ جدّاً!". وسيتعلم الأطفال من هذه القصة كيف يستخدمون ذكائهم في المواقف الصعبة.
وأما القصة المعنونة بـ "الصّديقانِ العزيزانِ" هرّةٌ وفأر تلقّى كل واحد منهما كلاماً من أمهُ بأن الواحد منهما عدوٌ للآخر وعليهما الحذر، ولأن الهرة والفأر لم يسبق لهما أن التقيا وعرفا شكل بعضهما البعض، وجمعتهما الصدفة في منزل واحد وأصبحا أجمل صديقين تغمرهما (السعادة) والسبب أنهما تواصلا عبر أجملُ لغةٍ في العالم! "الموسيقا" فعندما بدأ الفأر بالقفز بسرعة فوق البيانو ترددت الأنغام في الغرفة: دو، ري، مي، فا... الخ أيقظ صوت الموسيقا الهرة وجعلها تستمتع بالأنغام الجميلة.. حتى أنها رقصت بسعادة.
وسيتعلم الأطفال من هذه القصة أن العدو يُمكن أن يكون صديقاً إذا ما أحسنّا التعامل معه بحبٍّ ووئام، وأن "الموسيقا" لغة عالمية تجمع بين الشعوب وتتجاوز الجغرافيا والحدود. وأما القصة المعنونة بـ"أجملُ الأصواتِ" فتروي قصة ملك لا يُسمع في مملكته صوتاً، سوى صوت قرع الطبول، حتى أنهُ ظنّ أن زواج أميرتهُ من أمهر قارعٍ للطبول هو القرار الصحيح؛ فنظم لهذه المناسبة مسابقة دامت تسعة وأربعون يوماً، سيفوز فيها أمهر قارع للطبول بالزواج من الأميرة، إلّا أن حضور ذلك الفارس الوسيم على صهوة جواده الأبيض في آخر لحظة غير من رأي الملك وأميرته الحسناء والسبب أن الشاب أسمعها صوتاً آخر غير صوت قرع الطبول لقد همس في أذنها بـ "أجمل الأصوات" قال لها: "أحبُّك" الصوت الذي لم تسمعهُ الأميرة من قبل. ومنذ ذلك الوقت توقف قرع الطبول في المملكة، ولم يعد الناس بحاجة إلى الكلام بصوتٍ عالٍ. فبمجرد همساتٍ رقيقةٍ تكفي!! وسيتعلم الأطفال من هذه القصة كيف يعبّرون عن حبهم للأهل والأصدقاء والأحباب، وأن لا صوت يعلّو على "أجملُ الأصوات" في العالم صوت "الحبُّ"، ولا شيء غيره.