فاميك - أ.ف.ب
اختار منظمو الدورة الرابعة والعشرين من "مهرجان الفيلم العربي في فاميك" التي انطلقت مساء 9 تشرين الأول/ أكتوبر وتستمر فعالياتها حتى نهاية الاسبوع لبنان كضيف شرف لهذه الدورة التي تقدم فيها أفلام جديدة وثائقية وروائية وقصيرة لمخرجين شباب قاموا بخطواتهم الأولى في الميدان السينمائي.ويركز المهرجان الذي يقام في المدينة الفرنسية الصغيرة الواقعة في منطقة لورين (شمال غرب فرنسا) والتي يشكل المهاجرون من أصول عربية نسبة كبيرة من سكانها العاملين بأغلبيتهم في مناجم المنطقة على ربط أبناء المهاجرين بتاريخهم ولغتهم وبلدانهم الأصلية عبر السينما أساسا وأيضا عبر معارض وأنشطة ثقافية تقدم في إطاره.وتفتتح عروض الأفلام اللبنانية بفيلم "هلأ لوين؟" للمخرجة نادين لبكي يليه فيلم "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا الذي رشحه لبنان لجائزة "أوسكار" في فئة أفضل فيلم أجنبي.ومن الأفلام الروائية الجديدة التي أنتجت خلال العامين الماضيين والمشاركة في هذه الدورة من المهرجان، فيلم "عصفوري" لفؤاد عليوان فضلا عن فيلم "ذي آتاك " (الهجوم) لزياد الدويري الذي أثار جدلا في لبنان ومنعت وزارة الداخلية عرضه. وهو فاز بجائزة "النجمة الذهبية" في مهرجان مراكش السينمائي.كما يقدم المهرجان الخاص بالسينما العربية فيلم "تنورة ماكسي" لجو بو عيد وهو مخرج لا يأبه بالمحرمات في السينما يتناول فيلمه قصة حب غريبة أثارت جدلا في بيروت.ومن الأعمال الوثائقية اختير فيلم " الوطن الحلم" لجيهان شعيب وفيلم "خلفي شجر الزيتون" لباسكال أبو جمرة الذي يروي الصعوبات التي تواجه شابة جنوبية تحاول إيجاد عمل كان والدها عنصرا من عناصر جيش لبنان الجنوبي وهرب مع عائلته إلى إسرائيل.كما يعرض في فئة الفيلم القصير فيلم "ستديو بيروت القصير" لمختار بيروتي.وتتناول ندوة نقاشية تنظم في 19 تشرين الأول/أكتوبر موضوع "السينما اللبنانية: تطور ومستقبل" بمشاركة مايا دو فريج رئيسة مؤسسة "سينما لبنان" والمخرجة لارا سابا.وسيخصص معرضان لأبعاد الثقافة اللبنانية أولهما بعنوان "بيروت فوروم الفنون بين 1955 و 1975" يستعرض مساهمة لبنان الكبيرة في تلك الفترة في كافة أنواع الفنون والصحافة والكتابة. أما المعرض الآخر، فهو يحمل عنوان "لبنان الامس واليوم".وبموازاة ذلك، يلقي الحكواتي جهاد درويش في أمسية خاصة "حكايات الحياة أثناء الحرب"، فيما يتم إحياء ذكرى الكاتبة اللبنانية الراحلة أندريه شديد التي كانت تكتب بالفرنسية عبر استعراض أعمالها وقراءة بعض نصوصها.وصرح منظمو هذه الفعاليات لوكالة فرانس برس أن الافلام اللبنانية المختارة جاءت لـ "تعكس واقع الحال، تماما كما سينما بلدان الثورات المستمرة المشاركة في المهرجان".وينظم المهرجان ندوة حول مصوري الفيديو في الانتفاضات العربية بمشاركة عدد من الشباب الناشط من مختلف بلدان ما يعرف بالربيع العربي.وأغلبية الأفلام المعروضة في المهرجان هي من المغرب الذي يعتبر البلد العربي الأكثر إنتاجا للأفلام، متقدما بالتالي على مصر. ويقدم من المغرب فيلم لحسن زينون "موشومة" وفيلم أنور معتصم "فجر 19 فبراير" ولنبيل عيوش "يا خيل الله" و"بيع الموت" لفوزي بن سعيدي و"ملك" لعبد السلام قلعي و"روك ذا قصبة" لليلى مراكشي و"محاولة فاشلة لتعريف الحب" لحكيم بلعباس و"زيو" لنور الدين لخماري. وتشارك أيضا في المهرجان أفلام من تونس والجزائر ومصر وفلسطين والأردن، بالإضافة إلى فيلم "وجدة" السعودي لهيفاء المنصور وفيلم "صديقي الأخير " لجود سعيد من سوريا بعد أن كان عدد من المهرجانات الفرنسية امتنع عن عرضه بسبب موقف مخرجه المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.ولا يكتفي المهرجان بعرض أفلام عربية، بل يعرض أيضا عددا من الافلام من أفغانستان واسرائيل، فضلا عن أفلام فرنسية كثيرة تتعلق بالهجرة أو العيش والتأقلم في المجتمع الفرنسي أو أفلام عن عودة أبناء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية بهدف اكتشافها والتعرف على العائلة.وبصورة إجمالية، يقدم المهرجان ما يزيد عن خمسين فيلما أنتج في خلال السنوات الأخيرة في بلدان مختلفة، وهو يستهدف بالدرجة الأولى الجمهور الشاب.