فاس - حميد بنعبد الله
يحتفي سكان إقليم تاونات، شمال شرق العاصمة المغربية الرباط، ابتداءً من الجمعة 27 أيلول/ سبتمبر وعلى مدى 3 أيام، بفاكهة التين التي يُشتهَر بإنتاجها، في مهرجان وطني تنظم وزارة الزراعة والصيد البحري المغربية أولى دوراته، بعدما اضطلعت جمعية محلية في منطقة بوهودة في الإقليم ذاته بتنظيمه طيلة عقد، بتنسيق مع المجلس القروي المحلي، قبل أن يدبّ الخلاف بينهما. وينتظر أن يحظى المهرجان الذي انضاف إلى مهرجاني الفروسية والتبوريدة التقليدية والعيطة الجبلية اللذين يحتضنهما الإقليم، في حضور مؤسساتي مهم ومشاركة فعالة لعدة فعاليات مهنية من مختلف جهات المغرب، لإبراز المؤهلات التي تزخر بها لتنمية سلسلة التين، وخلف فضاء للقاء والتواصل وتبادل الخبرات بين المهنيين وبناء الشراكات في ما بينهم. وسيعكُف باحثون من مشارب مختلفة على تدارس الدور الفعال لهذه الفاكهة في التغذية والتنظيم المهني للسلسلة والاستشارة الزراعية المواكبة للمنتجين والمهنيين والتكوين المهني الزراعي، موازاة مع عرض بعض المنتجات المجالية المحلية وأروقة لعرض مختلف أنواع وأشكال التين الطرية واليابسة ومشتقاتها. وتراهن الوزارة، بتنظيمها لهذا المهرجان، على فتح آفاق جديدة ومتطورة لتثمين الفاكهة من خلال تطوير التحويل وتعزيز الجودة، كشعار اختارته لدورته الأولى، التي يتم خلالها تنظيم ندوات علمية عن مكانة سلسلة التين ضمن مخطط المغرب الأخضر والمخطط الزراعي المحلي، ومكتسبات البحث الزراعي بخصوص أصناف التين والمسارات التقنية للإنتاج والتثمين. ويُعتبر المهرجان مناسبة مهمة للمنتجين والمهنيين للاطلاع على أحدث التقنيات في ميدان إنتاج وتثمين فاكهة التين، والفرص المتاحة في إطار مخطط المغرب الأخضر لتنمية السلسلة عبر مختلف البرامج والمشاريع التي هي في طور التنفيذ، في إطار المخططات الزراعية المحلية، التي تهم كل جوانب تنمية السلسلة من عمليات التشجير والصيانة والتنظيم المهني وتثمين الإنتاج. وتم اختيار إقليم تاونات لاحتضان هذا المهرجان، نظرًا إلى مكانة هذه الزراعة فيه، والتي تمتد على مساحة 21 ألف هكتار، وهو ما يعادل 42 في المائة من المساحات المزروعة بالتين على الصعيد الوطني. ويناهز إنتاج الإقليم من الفاكهة 29 ألف طن من التين، مساهمًا في الإنتاج الوطني بنسبة 35 في المائة. وتحظى سلسلة التين بأهمية خاصة ضمن مخطط المغرب الأخضر، الذي أولى أهمية كبرى للإمكانات المتوافرة لتنمية القطاع، حيث تناهز المساحات التي يشغلها على المستوى الوطني 50 ألف هكتار تتركز أساسًا في المناطق الشمالية للمملكة، ويناهز الإنتاج الوطني 100 ألف طن من فاكهة التين الطري. يُشار إلى أن مهرجان التين يعتبر واحدًا من مهرجانات مغربية عدة اختارت فواكه وخضرًا مختلفة للاحتفاء بها، بينها مهرجانا التفاح في مدينتي إيموزار كندر وميدلت، وموسم حب الملوك في صفرو باعتباره أقدم المهرجانات في المغرب، إضافة إلى الاحتفال بالبصل في مدينة الحاجب، ونبتة الصبار والزيتون واللوز.