الرباط - وكالات
أعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان الدولي للعنصرة خلال ندوة صحافية امس الثلاثاء بالمضيق ان الدورة الاولى من المهرجان التي ستحتضنها مختلف مناطق عمالة المضيق الفنيدق ، ستنطلق يوم الجمعة القادم. وأكد نوفل مخناس الكاتب العام لجمعية المهرجان الدولي العنصرة (المشرفة على تنظيم المهرجان)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، ان تنظيم هذه التظاهرة، التي ستستمر ثلاثة ايام وستحتضنها مدن المضيق والفنيدق ومرتيل وجماعتا العليين وبليونش، يأتي في اطار التعريف بالموروث اللامادي لمنطقة الشمال، وبموسم العنصرة الذي يخلد احدى العادات القديمة في منطقة جبالة بشمال المغرب، ويحتفي بالطقوس المتأصلة في جذور التاريخ، وهي كذلك تعبير عن ابتهاج شعبي بنهاية الموسم الفلاحي. واشار المصدر ذاته الى ان العنصرة، التي يخلدها المهرجان، موروث حضاري للساحل الغربي من مناطق شمال المغرب ينظم خلالها موكب غنائي وموسيقي تقليدي يتضمن عدة فنون شعبية محلية ك"العيوع" (مماويل جبلية) ورقصات الحصادة والبواردية والضباغة، يسبق ركوب فلاحي المنطقة امواج البحر وزيارة ضريح (سبعة رجال) بالمضيق، والدعاء الى الله عز وجل ليبارك في أرزاق الفلاحين ويعينهم على حوائج الدنيا، قبل ان يتم احياء ليلة دينية بتلاوة الأذكار. ويهدف المهرجان، حسب السيد مخناس، الى "ترسيخ عادة "العنصرة" وتعريف الاجيال الصاعدة بها وربط الماضي الحضاري للمنطقة بالحاضر باعتبار ان موسم العنصرة يرمز الى الطقوس العريقة ذات الطابع الديني والاجتماعي والثقافي المحلي. وحسب المديرة الفنية للمهرجان السيدة سميرة قادري، يتضمن برنامج الدورة اضافة الى بعض المظاهر التقليدية المحلية، التي ستقدم على شكل موكب فلكلوري متنوع ، سهرات فنية تمثل مختلف الاذواق الموسيقية، سيحييها فنانون مغاربة واجانب، من ضمنهم الشاب خالد، الذي ستمنح له بالمناسبة جائزة "الرباب الذهبي" التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب تحت رعاية المجلس الدولي للموسيقى، والفنان غاني والفرقة الامازيغية "رباب فيزيون" وفرقة "مازاكان" ومحمد لعروسي وشاما الزاز ونصر ميكري ومعتز ابو زوز والمغني الصاعد ياسين جوهري وربيع عياش، اضافة الى فرق فلكلورية من اليونان وايطاليا واسبانيا. وموازاة مع البرنامج الفني الغنائي الطربي، تنظم في اطار المهرجان ندوة فكرية حول "التنوع الثقافي بشمال المغرب ..العنصرة نموذجا " بمشاركة نخبة من الباحثين والمؤرخين ورجال الفكر والادب، وكذا معرض تشكيلي من تاطير فنانين من مختف الاجيال والمدارس التشكيلية المغربية، بهدف المساهمة في توثيق الذاكرة الثقافية والفنية للمنطقة ومرجعيتها الحضارية وتمازج مكوناتها الاثنية، لغة وعادات واعراف، والانتقال بالتراث المحلي الى العالمية ليشكل واجهة من واجهات التنمية السياحية.