الرباط - المغرب اليوم
تُعرف العلا بكنوزها الثقافية وما تحتويه أراضيها من حضارات ومواقع تاريخية جذبت أنظار العالم، خصوصاً بعد العديد من الفعاليات التي نُظّمت خلال السنوات الأخيرة الماضية. وإلى جانب السّياحة، تمتلك العلا مقومات أخرى مهمّة، فنحو 70 في المائة من أراضيها زراعية.
على خلاف الأعوام السّابقة، لم تحتضن العلا خلال العام الحالي، موسماً آخر من مواسمها الترفيهية، مثل شتاء طنطورة، ولكن احتضنت وللمرة الأولى، مهرجان العلا للتمور، لتخوض بذلك غمار المنافسة في تجارة التمور مع غيرها من مناطق السعودية مثل القصيم والأحساء، بوجود أكثر من مليوني نخلة في أرجاء المنطقة.
سجل مهرجان العلا للتمور، الذي أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العلا في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في منطقة «الفرسان» المقابلة لـ«جبل الفيل»، حضوراً أوّلياً لافتاً، عبر المزاد والسوق، وأعاد إلى الأذهان قوة المنطقة في الجانب الاقتصادي الزراعي، وليس موقعها السياحي الفريد فقط.
ورغم أنّ المهرجان هذا أقيم في فترة لا تزال الإجراءات الاحترازية في البلاد مستمرة للوقاية من وباء «كورونا»، فإنّه أثبت مكانته العالمية في تجارة التمور، حيث تحدث المزارعون والمستثمرون في هذا القطاع، تحديداً عن تمور العلا، التي تأتي بأنواع مثل (حلوة، وبرني)، وتُعد «المبروم» أفضل أنواع تمور البرني جودة، ويأتي بعدها «المشروك» وأخيراً العادي.
وبعد أن زارت «الشرق الأوسط» السوق والمزاد، تواصلت مع سلطان البلوي، وهو من السكان المحليين ويملك مزرعة للتمور في العلا، وتحدث بإسهاب عن أنواع التمور التي تتميز في العلا عن غيرها، وهي (حلوة، وبرني)، قائلاً إنّ الإقبال في السّابق كان على النوع الأول، ولكنه انخفض في السنوات الأخيرة، وارتفع الإقبال على «البرني»، خصوصاً نوع «المبروم» وهو الخالص منه.
عن هذا التغير، أكد مسؤولون في الهيئة الملكية للعلا، أنّ هناك إقبالاً كبيراً من مستثمرين من مختلف دول العالم، تحديداً من الصين لشراء هذه الأنواع من التمور ومن ثمّ تصديرها إلى العالم، وتجري العادة على نفاد كميات تمور «البرني» ليس للسوق المحلية، ولكن للعالم أجمع عبر الصين وتركيا.
ويعتمد «مهرجان التمور» في العلا على نظام المزادات وبيع التجزئة والكميات، حيث تخصص الفترة الصباحية للمزاد التجاري، من الساعة السادسة صباحاً وحتى التاسعة صباحاً، وتخصص الفترة المسائية لسوق التمور، وذلك من الخامسة عصراً حتى التاسعة مساءً، كما ضمّت السوق فعاليات متعددة؛ من ضمنها الأسر المنتجة للحرف اليدوية ذات العلاقة بالنخيل، و«الطهاة» الذين دربتهم الهيئة في فرنسا العام الماضي، وقدموا وجبات يدخل التمر ضمن مقاديرها.
إضافة إلى ذلك، يقام في السوق فعالية حية لتنفيذ «الشنة» (جلد يخزن به التمر)، وهي أحد الطرق التراثية القديمة لحفظ التمور من نوع «حلوة» لسنوات، وتتألف «الشنة» من جلد ماعز مدبوغ يحشى بتمر «حلوة» بعد مروره بمرحلة لتنظيفه وتجفيفه.
وتحوي العلا أكثر من مليوني نخلة في المحافظة، يتجاوز إنتاجها 90 ألف طن من التمور سنوياً، ويعد «البرني» أكثر أنواع التمور شيوعاً، ويشكل أكثر من 80 في المائة من تمور العلا، ويمتلك ميزة عن غيره من التمور، إذ يمكن العثور على ثلاثة أنواع منه في النخلة الواحدة، مثل «المبروم» و«المشروك» و«العادي»، وتعدّ زراعة وبيع التمور رافداً مهماً لاقتصاد العلا. إضافة إلى ذلك، تحتضن العلا أنواع التمور كافة المعروفة حول المملكة.
قد يهمك ايضا
مهرجان العلاوي ال 12 يُحَوِّل دبدو إلى فضاء ثراثي و تقافي بهيج