لندن - سليم كرم
أعلنت جاغوار، أخيرًا، عن عودتها لصناعة سيارات السباق الرياضية، وتعتبر سيارة جاغوار، الفئة دي، التي شاركت في سباق لومان 24 ساعة، أعظم سيارة سباق أنتجتها هذه الشركة البريطانية العملاقة، والتي وصفها سائق السيارات نورمان ديواس بأنها سيارة للركض، فيما وستعود جاغوار العام المقبل لسباقات السيارات بعد انقطاع دام 22 عامًا، من خلال سباق الفورمولا E للسيارات الكهربائية.
وصنعت جاغوار فئة دي للمرة الأولى بين عامي 1954 و 1957، وفازت هذه السيارة في سباق لومان 24 مرتين، وأنتج منذ ذلك الحين 87 سيارة من هذه الفئة، 71 منها خاضت السباقات و 16 صممت للطريق.
وتبلغ قيمة السيارة جاغوار من فئة دي التي شاركت في سباق لومان 10 ملايين جنيه استرليني، والتي اختبرها السائق توني رولت للمرة الأولى في ايار/مايو 1954 لمدة خمس ثواني، ليتضح أنها أسرع من أي سيارة أخرى في ذلك الوقت، وتمكنت هذه السيارة من المشاركة في الكثير من سباقات السرعة.
وتمتلك السيارة هيكل مالكوم ساير من الألمونيوم الذي يسمح بانزلاق الهواء وفي الوقت نفسه جذاب للنظر، على عكس سيارات السباق الأخرى التي تبدو عدائية بعض الشيء، فهذه السيارة الجميلة كافية لأن تعجب النساء أيضا.
وتتميز السيارة من فئة دي عن سابقتها من الفئة سي بالحوض المركزي المتقدم وصندوق سبائك الألمونيوم، والتصميم الأمامي لها، والمحرك اكس كاي ذو الست أسطوانات مع الحوض الجاف و"غير" مميز، هذا الى جانب الجزء الخلفي الصلب، والذي كان يعتبر متقدما للغاية مما قدمته مرسيدس وفيراري وفي الوقت نفسه أكثر جاذبية.
وكان العيب الوحيد لهذه السيارة هو الصالون الداخلي الصغير الذي اعتبروه شخص من ديواس المتوسط الحجم أزمة في وقت مبكرة، فالصناع فضلوا الاهتمام بهيكل الألمونيوم للسيارة، وأهملوا المقاعد والوسائد الجليدية ووسائل الراحة فيها، في حين طلي الشكل الخارجي وصقل بشكل رائع لتكون هذه السيارة الأكثر تأثيرا على مدار 60 سنة من تاريخ السباقات.
وتحتوي السيارة على عداد دوران كبير للمحرك، وعجلة قيادة خشبية، وكلاتش ثقيل، وغير بأربع سرعات مع محرك اكس كي سعة 3.4 لتر بقوة 250 حصانًا، سريع الاستجابة، ولكن يتطلب الاستجابة لتغيير السرعة فرصة زمنية
وتصبح السيارة والمحرك مطواعة أكثر كلما زادت السرعة، ولكنها تهتز قليلا وتصدر خشخشة في المحرك وبعض الضوضاء، وتقدم الأجنحة في المقدمة وشاشة البرسبيكي الصغيرة ومرآة الرؤية الخلفية وغطاء المحرك الدقيق ركوب أفضل من المتوقع في السيارة، مع تعليق خلفي لين وتوجيه سريع.
وتمتلك السيارة فرامل قوية وسريعة الاستجابة، وهي أخف وزنا وأكثر استجابة من السيارة فئة سي، وتحتاج قيادتها الى مهارة وشجاعة، ولكنها في نفس الوقت تقدم أفضل متعة للقيادة، حيث تصل أقصى سرعة لها 170 ميل/الساعة ، وتستطيع أن تصل لسرعة 60 ميل في غضون 7 ثواني، لتصبح هذه السيارة الأولي والأجود والأسرع في صناعة جاغوار للخمسينات، ولكنها ليست سيارة اقتصادية في ذات الوقت، فهي تسير 12-15 ميل /الغالون.
وجاءت سيارة مرسيدس SLR300 التي انتجت عام 1955 واحدة من منافسات جاغوار من الفئة دي والتي تبلغ قيمتها اليوم 30 مليون جنيه استرليني، حيث توجت هذه السيارة بطلة في سياق السيارات مايل ميلغا، وصنع جسم السيارة من المغنيسيوم على يد المصمم رودولف اهلينهوت، بمحرك بنزين سعة 2.5 لتر، بقول 310 أحصنة ، وصفها البعض بأنها أعظم سيارة سباق رياضية على الاطلاق.
ونافست جاغوار أيضًا سيارة فيراري بلص 375 التي صنعت عام 1954، والتي يبلغ سعرها اليوم 10.7 مليون جنيه استرليني بمحرك V12 سعة 4.5 و 4.9 لتر ينتج قوة 330 حصانًا، وفاز فيها فلورين كونزاليس وموريس ترينفيجانت في سباق لومان 24 ساعة في عام 1954، ولكنها سيارة ثقيلة ومخيفة.