عندما تخبر شخصًا انك تعتزم شراء سيارة تعمل بالطاقة المُولّدة من الهيدروجين، فسيتذكر تسع أشخاص من كل عشرة كارثة منطاد "هيندنبورغ" في غضون بضع دقائق، هو منطاد ألماني لنقل الركاب تحطّم عام 1937 أثناء هبوطه بمطار "ليكهرست" في نيو جيرسى قادمًا من فرانكفورت بسبب اشتعال الهيدروجين الذي يحمل المنطاد، وقد أسفر هذا الحادث عن مقتل 36 راكبًا من بين 96 كانوا على متنه، ووضعت هذه الكارثة النهاية لاستخدام المناطيد في ألمانيا.              

ومع ذلك، فقد نظر مصنعو السيارات إلى ما وراء كارثة المنطاد وبدأوا يطوّرون في مركبات خلايا الوقود (FCVs) التي يغذيها الهيدروجين، بينما حاولوا إيجاد طرق جديدة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. لقد رأينا ذلك بالفعل - بأعداد محدودة من" تويوتا ميراي" و"هوندا كلاريت" و"هونداي ix35"، في حين أن احتمالية الاستخدام واسع النطاق لمحركات "FCV" هي بعيدة بعض الشيء، بينما نعلم أن هونداي إلى حد كبير تطور من هذا المفهوم الجديد لمركباتها لتبقي في المقدمة، حيث تعد سيارة "هونداي نيكسو" الرياضية متعددة الأغراض الجديدة، والتي كشفت هيونداي النقاب عنها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2018، هي أولى إنتاجات الشركة من السيارات التي تعمل بتقنية خلايا الوقود، والتي تعد واحدة من أهم ملامح صناعة السيارات النظيفة بالمستقبل، والتي من المقرر أن تصل إلى المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.

وراهنت شركة هونداي الكورية بشكل رئيسي خلال الفترة الماضية على تحديث سياراتها ووضع أحدث ما توصلت إليه من تقنيات على المستوى الفني والشكلي من أجل البدء بقوة في منافسة العديد من الشركات العالمية المصنعة للسيارات، والتي أعلنت عزمها الواضح خوض تجربة إنتاج سيارات ذاتية القيادة بشكل رئيسي، إلا أن الشركة الكورية تسعى في الوقت الحالي لجمع العديد من التقنيات الخاصة بالأداء وتشغيل المحركات من أجل صياغتها في مركبة واضحة داخل الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الشركة الكورية كانت قد وعدت بذلك خلال السنوات الماضية.

وقدمت الشركة الكورية نموذجا اختباريا للسيارات التي تعمل بالوقود الهيدروجيني لأول مرة في معرض سيول الدولي للسيارات، والذي شهد ظهور ما يمكن أن يمثل بداية حقيقية للتقنية الخاصة بالوقود النظيف، وباستخدام الهيدروجين المُخزّن في ثلاث خزانات سعة 52.2 لتر، يجمع خلايا الوقود نيكسو مع الهواء من مآخذها، وينتج عن التفاعل الكيميائي الناجم عن ذلك طاقة كهربائية تعمل بمحرك يقود العجلات الأمامية، وتتميز السيارة بمدى عمل طويل للغاية ولا تحتاج إلى أكثر من 5 دقائق حتى يتم إعادة شحن السيارة بالكامل، ولا تصدر أي عوادم سوى بخار الماء، وسيبدأ سعر السيارة من حوالي 80650 دولارا وهو تقريبا نفس سعر سيارة هيونداي الحالية التي تعمل بخلايا الوقود أيضا "آي إكس 35".

يصل طول السيارة "نيكسو" إلى 67ر4 متر وتصل قوة محركها إلى 163 حصانًا وتستطيع الوصول بسرعتها من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 2ر9 ثانية. وتصل سرعتها القصوى إلى 179 كيلومترا في الساعة.وبدلا من بطاريات الليثيوم المُؤين المستخدمة في السيارات الكهربائية الأخرى، تعتمد السيارة "نيكسو" على خلايا الوقود التي تقوم بتوليد الكهرباء من خلال اندماج الهيدروجين مع الأوكسجين حيث يكون العادم في هذه الحالة مجرد بخار ماء فقط.

وتستطيع حمل حوالي 6 كيلوجرامات من الهيدورجين وهو ما يكفي لقطع مسافة 600 كيلومتر تقريبا قبل الحاجة إلى إعادة التزود بالهيدروجين. ولا تستغرق عملية إعادة التزود بالهيدروجين وقتا أطول مما تحتاجه السيارة العادية للتزود بالبنزين أو الديزل (السولار)، كما ستبهر السيارة "نيكسو" العملاء بفضل مجموعة الأجهزة والمعدات المساعدة المزودة بها. كما تم تحويل لوحة العدادات إلى شاشة رقمية بالكامل ستعرض صور الكاميرات الخلفية للسيارة عندما يقوم السائق بتشغيل إشارة الانحراف بالسيارة بحيث يرى السائق الطريق خلف السيارة بالكامل.

وتم تزويد السيارة "نيكسو" بتقنيات القيادة الذاتية بصورة لم تحدث مع أي سيارة "هيونداي" أخرى، ومنها جهاز القيادة الآلي في ساحة الانتظار إلى جانب أجهزة ضبط مسار السيارة داخل حارتها المرورية والمسافة بين السيارات أثناء القيادة على الطرق السريعة.

محرك السيارة كهربي وعند شحنه بالكامل يمكن للسيارة أن تسير لمسافة 600 كم تقريبا، يعطي المحرك قوة 160 حصان و عزم دوران يبلغ 394 رطل قدم بينما التسارع من 0 إلى 100 كم خلال 9.5 ثانية و السرعة القصوى ستصل إلى 250 كم / ساعة، كما أن نيكسو مزوَّدة أيضًا ببعض من أحدث ميزات السلامة شبه المستقلة، والتي تتضمن ممر التوجيه الذاتي بعد المساعدة التي تحافظ على السيارة في وسط الحارة، دون الحاجة إلى توجيهها. وتهدف السيارة إلى تنبيهك بعد مرور 10 ثوانٍ على إزالة يديك عن عجلة القيادة .