عمان - العمانية
صدر حديثا العدد الحادي والثلاثون من مجلة الجسرة الثقافية العدد الجديد في حلته الجديدة اشتمل في اقسامه الحيوية والجاذبة على العديد من الموضوعات الهامة والثرية ، إذ اشتمل قسم الدراسات على ثلاث دراسات هي: الموقف اليهودي – الإسرائيلي من حوار الأديان للباحث المتخصص في الاستشراق اليهودي أحمد صلاح البهنسي وخلص بدراسته إلى أن حوار الأديان يولد بالأساس من رحم القيم الدينية والأخلاقية، وبالتالي فهو يهدف بطبيعة الحال إلى تحقيق أهداف إنسانية عامة تتركز في التقريب بين أتباع الديانات والتقليل من الصراعات فيما بينهم، اما الدراسة الثانية فقد حملت عنوان النقد و سؤال الهويّة للناقد التونسي د.حاتم الفطناسي وانطلق الناقد في دراسته من المكانة التي تحظى بها الرّواية المشرقيّة في الدّراسات الأكاديميّة التونسيّة، راصدا ملامح الأجهزة النقديّة المستخدمة في هذه الدراسات واختار لبحثة مدوّنة أعمالَ ثُلّةَ من النّقاد الأكاديميّين التونسيّين أبرزهم أحمد السّماوي، و محمّد الخبو و محمّد نجيب العمامي و محمّد رشيد ثابت . أما الدراسة الثالثة فجاءت للاستاذ الدكتور وزير الثقافة الاردني السابق صلاح جرار وحملت عنوان الحنين إلى المشرق في الأدب الاندلس ، ونقل د.جرار عبر دراسته الإحساس العميق المتمكّن من الوجدان الأندلسي بالانتماء إلى الشرق العربي، واللجوء إليه كلما نزلت نازلة أو نابت نائبة أو حدث خطب يهدّد الوجود العربي في الأندلس أو حتى يهدد استقرار أحد الأفراد، مؤكدا ان ذلك لا ينفي تعصّب الإنسان الأندلسيّ للأندلس وتعلّقه بها، ومصدرُ ذلك وبواعثه مختلفةٌ عن بواعث تعلّقه بالمشرق. ومواكبةً لجيل الشباب جاء في اولى اقسام النصوص الشعرية نقل التجربة الشعرية الشبابية من الشعر الفارسي الحديث في ملف حمل عنوان :"قصائد مترجمة :شاعرات ايرانيات معاصرات " ترجمت قصائد الملف الشاعرة والمترجمة العراقية مريم العطار، كما واشتمل العدد على قصائد للشعراء : سميح القاسم(فلسطين)،ومنذر العيني(تونس)،ومنير محمد خلف(سورية)، وحنان بديع (لبنان) وحمدي عابدين ودرويش الأسيوطي وسمية العسقلاني (مصر) ، وفي سياق الترجمة العالمي قدم العدد ترجمة لقصيدة الشاعر التشيلي فيسينتي أويدوبرور ترجمها الشاعر الليبي عاشور الطويبي وتعريفا واهتماما من اسرة المجلة بالفن التشكيلي فقد كانت اللوحات التي نشرت مع النصوص الشعرية للفنان التشكيلي غازي انعيم رئيس رابطة الفنانين التشكليين . واشتبكت النصوص القصصية مع واقعها الراهن فنشر العدد في قسم نصوص قصصية للكتاب : سوسن جميل حسن ، وووجيهة عبد الرحمن،ولبنى ياسين (سورية)، ومحمد محمد الخطابي (المغرب /اسبانيا)، وليلى درويش من (دولة قطر)،وصلاح الدين بوجاه(تونس)،ومحمود شقير(فلسطين)، ومن مصر للكتاب حمدي البطران،رفقي بدوي،وموسى نجيب وجاءت الاعمال النحتية في العدد للفنانة منى السعودي. اما قسم المتابعات الثقافية فحمل موضوعات لنخبة من الكتاب العرب وهم د.ابراهيم خليل الذي ناقش صراع الاجيال في القصة القصيرة في الاردن وفلسطين،وتناول الناقد والشاعر العراقي حميد سعيد تجرية الروائي المصري خيري الشلبي في روايته "صالح هيصه"، اما الدكتور حسن رشيد من دولة قطر فتناول تجربة الفنان القطري الكبير المسرحي غانم السليطي بالنقد والتحليل، وقدمت الناقدة المصرية منال الصناديقي قراءة نقدية لديوان "الحكم للميدان"للشاعر المصري احمد سراج ، اما الناقد الاردني د.شفيق طه النوباني فقدم تصوره ومحموله النقدي حول الرواية والمدينة : هل تم نسخ الشكل الروائي عند الغرب؟ . اما القسم الاخير من المجلة فصدر مشتملا على دراستين الاولى للناقد والفنان التشكيلي السعودي سامي الجريدي وحملت عنوان :"الفن التشكيلي السعودي (رؤى وتجارب)" ، اما الدراسة الثانية للناقد والتشكيلي إياد كنعان فكشفت عن تحديات "الهوية" التشكيلية وأبعاد "الحداثة" في الفن التشكيلي في الوطن العربي.اما افتتاحية العدد فجاءت بقلم مشرف عام التحرير أ.د.مراد مبروك وحملت افتتاحيته عنوان "اما قبل" ومما جاء فيها :"يصدر هذا العدد الحادي والثلاثون من مجلة الجسرة الثقافية في نهايات هذا العام (نوفمير 2013 ) , هذه المجلة الثقافية التي تأسست في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي بدولة قطر منذ نهايات التسعينيات من القرن الماضي علي يد الأستاذ ابراهيم خليل الجيدة , الذي تحمس لهذه المجلة حماسا كبيرا وربما لولاه ما رأت المجلة النور , لأنه كان حريصا على استمراريتها برغم العواصف العاتية التي كانت تجتاحها بين آونة وأخري – وهذه كلمة حق تقال وليست مجاملة له – لأنه لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا يشعر بالجمر إلا من يلامسه . وظل وما يزال مشرفا رئيسا على هذا الاصدار , والدكتور مراد عبد الرحمن الذي عمل مديرا لتحريرها ثم مشرفا عاما عليها . والأستاذ محمد عصفور الذي كان سكرتيرا لتحريرها آنذاك , وكان بمثابة الجندي المجهول في محراب الثقافة , حتى تواصل المجلة رسالتها وأهدافها النبيلة . وظلت تواصل رسالتها بخطى متقدمة مع المثقفين عربيا وعالميا . وانضم للكتابة فيها صفوة المفكرين والكتاب والنقاد والشعراء والفنانين العرب وغيرهم حتى أصبحت المجلة ركيزة من ركائز نادي الجسرة ".