القاهرة - أ ش أ
يصدر قريبا كتاب (شعر هذه الأيام) للدكتور صلاح فضل عن دار غراب للنشر والتوزيع، والغلاف من تصميم الفنانة إيمان صلاح.
ويتحدث الدكتور صلاح فضل عن كتابه قائلا "إن هناك بعض الملاحظات التمهيدية التي يحسن استحضارها بتركيز شديد قبل أن نلقي نظرة ولو سطحية عابرة على ملامح الواقع الشعري، من أبرزها أن الشعر تنازل تدريجيًا خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين عن الوظيفة النهضوية والإعلامية التي تصدى لها منذ مطلع النهضة، ناهيك عن بقية الوظائف الاجتماعية والثقافية التي قلت بحكم تطور خطابه قبل ذلك، بحيث لم يتبق له اليوم من الحياة العامة سوى بعض الهوامش السياسية والغنائية وانصرف معظم الشعراء لطرح أفكارهم لذواتهم الفردية وعوالمهم الداخلية".
ويرى الدكتور صلاح أنه ترتب على هذه النقلة الحداثية فقدان الشعر لهيمنته على خطاب المحافل والمجتمعات، خاصة منذ ضمور العرق الأيديولوجي في تكوينه واعتصامه بالطابع الفردي المكتوب، وإن ظل الشعر المُغَنَّى هو الذي يمثل الحبل السري الواصل بين المبدع وملايين المتلقين على تراوحه بين الصياغة الفصيحة حينًا والعامية في معظم الأحيان، ويعتقد أن هذا الترواح بين الصياغة الفصيحة والعامية مستمر، وذلك قبل أن تفقد اللغة الملحنة دورها المحوري في التشكيل الغنائي، لتحل محلها الآن حُمَّى الجسد والحركة في التعبير عما كانت تحتشد به الكلمات قبل عصر الصورة من مواجد وأشواق وإيحاءات، بحيث دخلت لغة الجسد منافسة ضارية للغة الشعر وبديلًا مرغوبًا فيه في كثير من الأحيان، كما أنه مهدد بمنافسة الصورة التي تدمغ طابع هذا العصر وتسحب البساط من تحت الشعر.