الدوحة ـ قنا
دشّن متحف قطر الوطني الخميس، كتاب "الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني قصة قائد 1913 ـ 1949" بجاليري هيئة متاحف قطر بـ"كتارا"، "في لقاء خاص أداره الدكتور عبدالله السليطي نائب مدير متحف قطر الوطني للمقتنيات والبحوث بحضور فريق الباحثين المشاركين في تأليف الكتاب. ويقع الكتاب الذي أصدرته إدارة المطبوعات بمتحف قطر الوطني في 217 صفحة من القطع الكبير، وتصدرته كلمة للشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر أكدت فيها على أهمية الكتاب وأنه يأتي تقديرا لهذه الشخصية التي أفادت البلاد في فترة من أهم فترات التحول التاريخي التي شهدتها قطر. وقالت إن هذه الدراسة تلقي الضوء على جوانب من شخصية هذا القائد وانجازاته وعصره، مشيرة إلى أنه شخصية جمعت من الصفات القيادية ما يجعلها في طليعة الخليجيين في النصف الأول من القرن العشرين، شخصية تفانت في حب الوطن والزود عنه. والكتاب الذي شارك في تحريره 7 من الأساتذة والأكاديمين تحت رئاسة الدكتورة كلثم الغانم، يقع في 4 فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة، يتناول الفصل الأول ومضات من تاريخ قطر القديمة ومسحاً موجزاً لتاريخها في العصور الحديثة حتى بروز الدوحة عاصمة لقطر، وما استتبع ذلك من تعزيز مكانتها في الحكم والإدارة بفضل جهود الشيخ المؤسس جاسم بن محمد آل ثاني، وينتهي هذا الفصل بتولي الشيخ عبدالله بن جاسم أعباء الحكم بصفة كاملة مكان أبيه بعد وفاته. ويعالج الفصل الثاني السيرة الشخصية للشيخ منذ ميلاده حتى مبايعته حاكما لقطر موضحا هواياته وثقافته وشمائله، ومناقبه، فيما يستعرض الفصل الثالث جهود الشيخ عبدالله في التنمية ودوره في النهضة والبناء وما بذله في مجالات التعليم ونشر الثقافة والاهتمام بصحة المواطن عقب كساد حل بالدولة نتيجة تراجع تجارة اللؤلؤ، كما يتناول بعد ذلك دور الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في تنظيم علاقات قطر ببريطانيا، الدولة المهيمنة في المنطقة في تلك الفترة، ومعالجته المتأنية لشؤون قطر مع رجال تلك الإمبراطورية في الخليج بالحنكة والصبر والأناة،حيث تمكن بحصافته أن يعقد معهم عددا من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي كان من أهمها بعد اتفاقية الحماية في نوفمبر 1916، اتفاقية امتياز النفط الذي تعطلت عوائده للظروف الناجمة عن الحرب العالمية الثانية، كما تناول هذا الفصل أيضا علاقات الشيخ بالقوى الإقليمية التي اجتهد رغم كافة العقبات في توثيقها لتستقر على أساس من السلم وحسن الجوار. وخصص الفصل الرابع للحديث عن مقتنيات الشيخ عبدالله بن جاسم متناولا بمزيد من التفصيل القصر القديم باعتباره قيمة تراثية معمارية حية شهدت العديد من الأحداث التاريخية المهمة في تاريخ قطر. وضم الكتاب أيضا 3 ملاحق. حشد الملحق الأول الشيلات الحربية التي صيغت في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني والقصائد التي امتدحت أفعاله والأخرى التي قيلت في رثائه. فيما جاء الملحق الثاني تحت عنوان: معارف أساسية عن الشيخ عبد الله بن جاسم ال ثاني، تتناول أهم المواقف السياسية والعسكرية في حياته، إضافة إلى ثبت واف بأسماء كبار مستشاريه وقضاته والمتصلين به من أئمة وشعراء وأدباء وبعض العاملين معه. أما الملحق الثالث فقد عني بحشد صور لأهم مقتنيات الشيخ الشخصية من سيارات وأسلحة وتحف.