مراكش - ثورية ايشرم
أصدر الباحث والأديب محمد الصَّالح العمراني بنخلدون، برعاية مؤسَّسة آفاق للدِّراسات والنَّشر والاتِّصال في مراكش، مؤلَّفا يجمع بين التَّرجمة والتَّاريخ والأدب والدِّين، تحت عنوان "سبع سيِّدات مراكشيَّات باستحقاق"، وهو مؤلَّف مخصَّص للتَّعريف بأشهر وأبرز النِّساء المراكشيَّات اللواتي كان لهن فضل إبراز مدينة مراكش، سواء في مجال المعمار أو الأدب أو الدِّين، بحيث يبرز الإنجاز الحضاري المراكشي على أنه إنجاز مشترك، يعود الفضل في اكتماله إلى الرَّجل والمرأة على حد سواء. ويعتبر المؤلف التفاتة هي الأولى من نوعها في زمن الحديث عن النَّوع الاجتماعي، والمساواة، والمدونة، والتي تهدف إلى إعادة الاعتبار للمرأة، ولدورها الحيوي داخل المجتمع المغربي، وقد بادر إلى التأريخ لجانب مهم من تاريخنا الاجتماعي المغربي والمراكشي على وجه الخصوص، وبما أن المؤلفات الحديثة أولت العناية لتراجم الرجال فقط، فقد اختار محمد الصالح العمراني بنخلدون الشق الآخر لتقديمه إلى الأجيال الحاضرة والمستقبلية، لتعرف أن الحضارة المغربية العربية والإسلامية، وفي تنويعاتها العربية والأمازيغية، اختلط فيها نبوغ وعرق وجهود الرجل كما المرأة. لقد اختار المؤلف أن يضع قامات من قبل "زينب النفزاوية"، "سعيدة التطيلية"، "حفصة الركونية"، "مينة بنت تاكنوت"، "فاطمة بنت عتيق"، و"سحابة الرحمانية"، و"مسعودة الوزكيتية"، جنبا إلى جنب مع علامات فارقة في تاريخنا المغربي المراكشي مثل: يوسف بن تاشفين، أبو العباس السبتي، القاضي عياض، ابن البناء العددي، محمد الصغير اليفراني، ومحمد الزوين الشرادي، وحمان الفطواكي. كتاب "سبع سيدات مراكشيات باستحقاق" يقع في 124 صفحة من القطع المتوسط، غلافه الأمامي موشح بصورة لباب داخلي لأحد رجالات مراكش السبعة، وهو الغزواني الملقب بمول القصور، وقد قدمت له الأستاذة زكية لمريني، رئيسة جمعية النخيل للمرأة والطفل، قائلة: إن كتاب أستاذنا محمد الصالح العمراني بنخلدون، نموذج بارز في إنصاف تاريخ نساء مراكش، وإحياء ذاكرتهن في الحاضر الحي والمنفعل.