عمان - بترا
صدر حديثا عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع كتابان جديدان للكاتب سميح الشريف الاول في الفكر بعنوان (ثقافتنا بين العقل الأدنى والعقل الأسمى والاستخلاف)، والثاني في الشعر بعنوان (الخروج الى هناك). يناقش الكتاب الأول الذي يقع في 188 صفحة من القطع المتوسط، حالة استلاب الثقافة العربية منذ زمن بعيد، ويتعرض لحال العرب قبل الاسلام ابان سيطرة الفرس والروم على المنطقة، اذ يشير الى ان شريحة ممن تزيوا بزي الثقافة في مجتمعاتنا لم يثقفوا من حضارتنا الاسلامية العربية الا سلبيات الفئات الحاكمة التي نعمت بحصاد البناة الأوائل العظماء من رجالات أمتنا، حيث أصغوا للمغرضين من المستشرقين. ويتطرق الى مخططات الاستعمار والقوى المركزية في تفتيت وتجزئة العالم العربي الحاضر، فيشير الى حال أمريكا الدولة الغنية التي تتمتع بالقوة وتتميز بلصوصيتها وهيمنتها على مقدرات الشعوب وسرقة العقول العبقرية واحتكارها لها وحدها. ويؤكد الكتاب ان كل شيء داخل تدبير الله، حيث لايستطيع أحد ان ينكر ان الدين منهج حياة وفكر مهما كان الاختلاف البشري بين متدين وغير متدين ، فلا حياة ولا فكر بلا منهج، اذ ان الحكمة الالهية منحتنا بعض وسائل القدرة على رؤية الخالق العظيم بالبصر والبصيرة معا بأثر حضوره في ما خلق. ويشير الى ان العقل الأدنى هو وسيلة تلقي المعرفة في احدى قواعده في الدماغ وليس انتاجها ، فهي محمولة اليه من مصدر لا يدريه، فيعقلها بدائرة حفظه دون أن يملك خصائص تحليلها ، كالالهام والرؤيا أو الخاطرة التي تشع فيه بسرعة فوق ضوئية . كما يبين ان النمطية في البشر هي ثنائية طرفاها الفجور والتقوى ،حيث ان الانساني آخذ تناميه في البشري فثقف معاني الخير والصدق والعدل ، الا أنه ما زال عاجزا عن انزالها من سماء مثله الى أرض عمله . أما كتاب الشعر الموسوم بـ ( الخروج الى هناك ) والذي يقع في 164 صفحة من القطع المتوسط ، فانه يضم مجموعتين شعريتين ، هما : (أفاويق ) و (جداريات)، حيث تمثل الأولى ما أنضجته بداياته الشعرية في العراق والأردن ، والثانية ما انتهى اليه عطاءه الشعري حتى الآن.