الرباط ـ و.م.ع
صدر مؤخَّرًا للباحث الجامعيّ "حميد القستلي" مؤلَّف يحمل عنوان "حكامة المُدن .. من أجل مستقبل حضريّ أفضل"، يناقش سُبل تطوير حكامة المُدن والوقوف على مكامن الخَلل لتحقيق التّنمية الشّاملة. وجاء في تقديم هذا الكتاب أن العديد من الدول تشهد إخفاقات في تدبير وإدارة حياة الساكنين في المدن والمناطق التي تعرف تزايدًا ديمغرافيًّا مطردًا ووتيرة متسارعة من النمو العمرانيّ، مما أدى إلى بروز تحدّيات كبرى تراكمت على مدى عقود، عجزت نظم التخطيط الحضري المعتمدة حينها من التعامل معها، خصوصًا أن المدينة لم تعد مرتبطة بفضائها المحلّي أو الوطني فقط بل أصبحت في قلب المتغيرات الاقتصاديّة الدوليَّة وطرفًا في منظومة العولمة والتنافسيَّة الدوليَّة. وتتخلص التحديات المطروحة، يضيف التقديم، في التحديات الديمغرافيَّة الناجمة عن التزايد السكاني وما يرافقه من توسع عمرانيّ متسارع، والتحديات البيئية الناجمة عن تدني مستوى البيئة واستعمال أنماط عيش تضر بالبيئة وعن عدم مراعاة العامل البيئي في مخططات التنمية المحلية، فضلا عن التحديات الاجتماعية المتنامية الناجمة عن تزايد الفوارق ومظاهر التفاوت وكذا تراجع التماسك الاجتماعي. كما تكمن هذه التحديات في المجال الاقتصادي نتيجة الأزمات الاقتصادية المتعاقبة وعن عدم اعتماد مبادئ الاستدامة في خطط التنمية، خاصة مع انحسار الموارد الطبيعية، ومجال العمران، الناجمة عن الزحف العمراني وعن تزايد الحجم السكاني للمدن وبروز الضواحي وهوامش المدن، فضلا عن تحديات الحكامة المحلية الناجمة عن تغير وظائف المدن وتبدل أدوار الفاعلين المحليين وعن فشل أنماط التدبير المعتمدة حاليا.