الدارالبيضاء - شيماء عبد اللطيف
أطلق عضو أكاديمية المملكة المغربية و عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة الدكتور عبد الهادي التازي كتابًا جديدًا بعنوان "رندة الأندلسية في عهد بني مرين بين النص التاريخي والوثيقة الدبلوماسية، آثارها الباقي، جامعها الكبير ورجالاتها". ويتضمن هذا الكتاب، الذي يقع في مئة صفحة من الحجم المتوسط، مقدمة أبرز فيها المؤلف الحوافز التي دفعته إلى مراجعة تاريخ مدينة "رندة" الأندلسية، لاسيما إغفال طائفة من الباحثين والمهتمين المعاصرين بتاريخ الأندلس للمدينة، منطلقًا من حلول الشاعر أبو البقاء الرندي في المغرب، مستنجدًا بملوك بني مرين، طيلة الفترة التي بدأ ملك غرناطة يتنازل فيها عن عدد من المواقع والحصون، بغية وضع حدٍ لأطماع حكام قشتالة. ويحوي الكتاب الصادر عن معهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية، وبدعم من برنامج التعاون الثقافي مع الجامعات المغربية في وزارة الثقافة الإسبانية، أربعة فصول أولها بشأن "رندة من خلال النصوص التاريخية"، و ذلك خلال حديث ابن مرزوق أيام السلطان أبي الحسن المريني، و حديث ابن فضل الله العمري وابن بطوطة الذي زار المدينة، حين كانت تابعة للتاج المغربي، ورندة في معيار الإختبار لابن الخطيب، أما الفصل الثاني فهو بعنوان "رندة في الوثيقة الدبلوماسية على عهد بني مرين، و يتناول رندة في اتفاقات و مخاطبات المغرب و شركائه، وعندما أذن بنو مرين لملك غرناطة المخلوع باتخاذ رندة قاعدة له. واهتم التازي في الفصل الثالث، الذي يحمل عنوان "آثار رندة الباقية"، بجمع القطع المنقوشة التي بقيت من محراب الجامع الكبير، الذي تحول إلى كنيسة "سانتا ماريا"، وركب منها صورة لوضع المحراب على عهد بني مرين. وجاء الفصل الرابع بعنوان "مسرد بعض رجلات رندة حسب الترتيب الأبجدي المغربي"، حيث أورد المؤلف خمسين اسمًا لقضاة وشعراء وعلماء وتجار رندييين، مع نبذة عن حياتهم، من ضمنهم السيدة الرندية، وابن عباد الخطيب، وعباس بن فرناس، ومالك بن المرحل. وختم التازي مؤلفه بـ"لواحق"، تتضمن نصوصًا تاريخية ووثائق ديبلوماسية عثر على بعضها في متحف الأرشيف الوطني في باريس، فضلاً عن الصور بالألوان، لنقود قديمة منذ عهد بني مرين.