بيروت - أ ش أ
صدر للشاعر شريف الشافعي ديوان جديد بعنوان "كأنه قمري يحاصرني"، عن دار "الغاوون" في بيروت، وهو السادس في مسيرته الشعرية. في ديوانه، الذي يتضمن ثلاثين مقطعا، ينقل الشاعر عن ذاته نبضها المباشر هذه المرة، بعد تجربته الشعرية السابقة "الأعمال الكاملة لإنسان آلي"، متعددة الأجزاء، التي اتخذ فيها "الروبوت" وسيطا فنيا. وأهدى الشافعي كتابه إلى: "سلوى عمار.. حيث تدخر الرؤية"، بما يوحي بادئ ذي بدء بتعثر الإبصار على النحو النمطي، إذ تحل محله بصيرة أعمق، تسعى إلى ترصد العالم من خلال استبطان عناصره الخفية. ويقول المقطع المثبت على ظهر الغلاف: "النور عالم يسكننا والعالم الذي نسكنه: الظلامُ"، أما لوحة الغلاف، فهي للتشكيلية سوسانا بوبيدا سولورسانو (من كوستاريكا)، وتتجلى فيها امرأة معصوبة العينين بشريطة سوداء، فيما تنطلق من المرأة، وتحوم حولها، عيون وأفئدة وشموع ومفاتيح، كآليات بديلة لإزالة الحصار القائم، ومحاولة إيجاد مخرج من العتمة. يبدو العالم في تجربة "كأنه قمري يحاصرني"، في مرحلة خلخلة انتقالية، يسير على غير هدى، فلا يقين، ولا مطلق، ولا مصداقية لأحد، ولا لشيء.. بل هناك إنسان، وشعوب بأكملها، بحكامها ومحكوميها، في مفترق طرق، يبدد خطواتها الضباب، وينتابها اغتراب أبدي. ويقول شريف الشافعي: "الغريب الذي يعبر الطريق ليس بحاجة إلى عصا بيضاء ولا كلب مدرب هو بحاجة إلى أن تصير للطريق عيون تتسع لغرباء". ويذكر أن شريف الشافعي من مواليد 1972، صدرت له دواوين: "بينهما يصدأ الوقت"، "وحده يستمع إلى كونشرتو الكيمياء"، "الألوان ترتعد بشراهة"، "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" (كتابان).