عمان - بترا
يضم كتاب ( لمن اهدي ازاهير العيد ) للكاتبة حنان بيروتي الصادر حديثا عن دار فضاءات بعمان جملة من النصوص التي سطرها قلم القاصة حول علاقتها التي تفيض دفئا وحميمية وعاطفة بوالدتها واسرتها والمفعمة بجماليات سردية تمزج بين الشعر والقص . تصوغ الكاتبة نصوصها في قوالب مبتكرة متينة التوظيف وشديدة الاعتناء باللغة فيما تطرحه من احاسيس ومشاعر دافئة حول الفقد والغياب والرهافة والنوستالجيا تجاه الانسان والمكان والحياة. في اقتدار بلاغي طموح على الوصف والتأشير والمعاينة لوقائع وحالات عالقة بالذاكرة تفسح بيروتي لمسارات ريشتها بالمام حصيف بجمالية اللغة وصنوف المعرفة بغية الغوص في جنبات التاريخ وتفاعلات احداثه واعادة رسم حكايات شخوصه المزنرة بحكايات الموروث الشعري العربي حيث حبات رمل الصحراء وسيران قوافل الابل وقصائد الاعشى وامرؤ القيس المخطوطة على الجلود . توزعت نصوص الكتاب على اربعة اجزاء هي (نصوص الأم ) تفرع عنه : امي احتاج عمرا اخر كي ابكيك، في مقام الحزن عليك أمي، ادق على ابواب العيد، ويظل عيدك عيدي رغم يباب الغياب، غطاء وخبز ورائحة بيت . وتفرع عن (نصوص المكان) عناوين : في حضرة النيل سيف الماء ومتنفس الرحمة: فتنة السراب وملهى الشمس، بين كفي الصخر الوردي : رسومات تتحدى الزمن وتعانق الخلود، وفي ( نصوص الحياة) هناك : ثمة مطر ، حوار على الهامش، في مدينتي ، وارتق عمري بما سيأتي من ذكريات، في حين تناولت (نصوص القلب) عناوين : حضور، محتمل الحكم عليك بالنسيان، اسند قلبي الى جذع دمعة، مزهوة باخضراري، مدى مؤجل، ثمن الامنيات، واتضور للحظة دفء. تشير العين الدكتورة هيفاء النجار في تقديمها للكتاب الى ان الكاتبة بيروتي تحفر عميقا في الذاكرة لترسم من خلال ريشتها لوحة يحضر الغياب بقوة حيث تحمل القارىء الى عوالم معروفة ومطروقة , الا ان الكاتبة تتعامل بطريقة تدهشه وتجعله يقف حائرا امام اسئلة نصوصها. وتضيف : يطوف القارىء مع بيروتي في ازاهيرها من خلال لغتها الشفافة الرشيقة التي تقطر حبا رغم ما فيها من الم المذاق , فلغتها مكتنزة مشبعة بالعاطفة يخال فيها القارىء انها امام نص شعري وكأنها تترجم مقولة ابي حيان التوحيدي: احسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر ونثر كأنه نظم. ويرى الاعلامي رشاد ابو داوود ان حكايات بيروتي تلتقطها بعين قلبها من بين ما ترى حولها، وما بداخلها وما في النفس البشرية من جروح تسبب بها البشر . ويضيف : في هذا الكتاب تخاطب حنان امها التي رحلت عنها من دون ان تغيب منها كما تخيط النص بحروف اتية من رونق الشعر اشبه بلوحة تعلق على جدران الفن والابداع . والكاتبة من مواليد مدينة الزرقاء وعضو في رابطة الكتاب الاردنيين وتحمل البكالوريوس في اللغة العربية وادابها من الجامعة الاردنية، وتكتب في مجالات ادبية عديدة منها القصة القصيرة والنصوص النثرية والمقالة وهي صاحبة اصدارات ومؤلفات ابداعية متنوعة منها : الاشارة حمراء دائما، لعينيك تأوي عصافير روحي، فتات، تفاصيل صغيرة، فرح مشروخ، ليل اخر، وذكرى الغريب. وحازت على العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية من السودان ولبنان والعراق وقطر والكويت ومصر وسوريا والمانيا.