دمشق - قنا
أصدرت دار العرب للدراسات والنشر والترجمة بالتعاون مع دار "نور حوران" كتابا جديدا بعنوان "العرب بين أحقية الانتصار ومرارة الانكسار" للكاتب فراس عبد الرحمن البغدادي، حيث يبين بأن دراسة البيئة مهدت لنشوء الفكرة القومية في شبه الجزيرة العربية مع فجر الإسلام، عبر تهيئتهم لأداء رسالة حضارية نقلوها للعالم أجمع في صدر الإسلام وعصر الدولة الأموية ومن بعدها العباسية، وصولاً إلى شرح الكاتب لما أسماه "الشخصية الإيجابية للعربي المسلم". ويناقش البغدادي معنى لفظة "عرب" محاولاً استيضاح أسباب تشكل العقل العربي من خلال بلاغة الكلام عند الإنسان العربي ونجاحه المنقطع النظير في إشادة مدن وحواضر عربية الطابع. ويقارن الكاتب في مؤلفه بين الأندلس في عهد حكم العرب لها، وبين الأندلس في حكم الأوروبيين لها، مستشهداً بكلام المستشرق الأمريكي فيكتور روبنسون، فيقول: "كانت مدن أوروبا غارقة في ظلامٍ دامس بعد غروب الشمس، بينما كانت قرطبة تضيئها المصابيح العامة.. كانت مدن أوروبا قذرة، بينما كانت قرطبة تشتمل على ألف حمام عمومي كانت أوروبا غارقة في الوحل، بينما كانت قرطبة مرصوفة الشوارع، وكانت سقوف القصور في أوروبا مملوءة بثقوب المداخن، بينما كانت قصور قرطبة تزينها الزخرفة العربية العجيبة".